ارتهن للصلاح.. وارتكن للإصلاح.. فأسدل «ستار» الخبيئة على «أفعال» للنفع و«أقوال» للشفع.. امتطى صهوة «اليقين» فكان الناصح الوقور.. والفالح المأجور.. الذي شيد «صروح» الإثبات» بلبنات «المنافع» أمام التقوى وأيد «طموح» الثبات ببصمات «الترافع» عن الفتوى.. إنه العالم الفقيه الشيخ الدكتور صالح السدلان رحمه الله أحد أبرز العلماء والفقهاء في المملكة. بوجه نجدي حنطي يحفه «الوقار» ويحيطه «الاعتبار» تشع منه علامات «الزهد» و«سمات «الجد» مع عينين تهجعان إنصاتاً وتدمعان خشية وملامح بريئة تتقاطر منها «العفوية» وتتسطر فيها «البساطة» مع ملامح تتقاسم «البهاء» مع والده وتتناصف «الزهاء» مع أخواله.. وتقاسيم مألوفة تتوارد من محيا عامر بالفضل غامر بالنبل يعتمر الأناقة الوطنية والبشوت الملونة وشماغ مسدول باستدامة مع ابتسامة في وجه السائلين وبسمة في إقبال المتعلمين وصوت جهوري مشفوع ببراهين «قرآنية» ودلائل «بيانية» ولكنة خاصة تعلو منها «مفردات» الإفتاء و»استدلالات» الاستيفاء بالنصوص الشرعية.. ولغة فريدة سديدة قوامها «الثقافة الإسلامية» واستقامتها «المعرفة الإيمانية» قضى السدلان من عمره عقوداً وهو يملأ حلقات «العلم» بمعارف الشرع ويتوج «قاعات» «الجامعة» بمشارف الورع.. ويبهج الميادين العلمية بالمؤلفات ويزين المضامين العملية بالتوجيهات.. أكاديمياً وباحثاً وعالماً وإماماً وخطيباً ومؤلفاً ومفتياً وصاحب كلمة ومالك اختصاص ووجه شور وواجهة رأي.. في بريدة الفتية بزف «الوجهاء» و«الفقهاء» ولد وسط أسرة متدينة ومتعلمة وتفتحت عيناه على «أب غانم» أهداه غنائم «حفظ القرآن» ومغانم «طلب العلم» باكراً وأم حانية متفانية أشبعته بهدايا «الحنان» وعلمته عطايا «الامتنان» مبكراً.. وتعتقت روحه صغيراً بمعاني «السكينة» وتشربت نفسه معالم «الطمأنينة» ركض مع أقرانه مراقباً لملاحم «الطيبين» مرتقباً لمطامح «الكادحين» مائلاً نحو «المتعلمين» ماثلاً أمام «الحالمين» مداعباً أمنياته بالمكوث أمام شيوخ الجوامع منتظراً منهم «أسئلة» الاستذكار ليملأها بأجوبة الاقتدار. كان السدلان شغوفاً بالعلم الشرعي منذ صغره فظل يلازم مجالس «المعلمين» ومواقع «الفالحين» بحثاً عن إشباع ذاته الباحثة عن «السداد» فكان يستمع لمذياع أسرته مسجلاً فتاوى ابن باز موثقاً نصائح ابن عثيمين حافظاً أقوال الشنقيطي.. فوجه بوصلة «أمنياته» إلى النهل من بشائر «الأثر» والانتهال من بصائر «التأثير». التحق بمدرسة تحفيظ القرآن بالرياض. ثم المعاهد العلمية وتخرج فيها عام 1381ه ثم حصل عام 1386 على «ليسانس» في الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود ونال الماجستير في الفقه المقارن عام 1391 ثم الدكتوراه في ذات التخصص عام 1403. بدأ العمل مدرساً عام 1386 ثم عين محاضراً في كلية الشريعة عام 1395 وتدرج في عدة مناصب بها حتى وصل إلى أستاذ مشارك وأشرف على عدد من رسائل الدراسات العليا.. ألف عدداً من الكتب وشارك في مئات البرامج واللقاءات وكان له حضوره في منصات العطاء وتصدى بفكره المعتدل والوسطي للتيارات الضالة. انطلق السدلان في دروب العلم وسار في اتجاهات البحث وظل ثاوياً في أهل «التدين» قريباً من المشايخ الكبار.فدرس على أيديهم الفقه والتفسير وأصول الدين وكان والده «المعلم الأول» الذي علمه «ماهية» التفوق سراً وعلانية فظل يلاحق بعد نظر غمر وجدانه منذ الصغر فسخر ساعات وقته وجند قوى «عقله» ووظف مهارة «ذاته» في خدمة الإسلام وإنجاز المهام التي كانت توجه عقارب «زمنه» ومآرب «همته» إلى حيث «التفكير والتنوير والتدبير».. توفي السدلان فجر يوم الثلاثاء 4 صفر 1439ه بالرياض بعد معاناة مع المرض،.. ونعته القلوب والمنصات والمحافل والمواقع والوسائط.. متحدة في عبرات «الفقدان» متفقة في عبارات «السلوان» نظير ما قدمه لوطنه وأمته من أعماق «سريرته» إلى آفاق «سيرته» التي شكلت «مناهج» للخير و«مباهج» للإحسان.. يقيم صالح السدلان رحمه الله في الجزء المشرق من الاستذكار والجانب الأشرق من الاعتبار وسط متون إنسانية وشؤون إيمانية كانت وستظل إمضاءات في سجلات السخاء وإضاءات وسط مسارات الاقتداء..