في ظل الوفرة المالية، وفي ظل وفرة الوسائل التقنية والإعلامية، تستطيع أن تكوّن فريق (كرة قدم).. وأن توجِد منظومة إعلامية متكاملة، بل مترامية الأطراف، وأن تستقطب من المدرجات جيشًا جرارًا من (الحكواتية) والأبواق، وتكليفهم بالقيام بمهمات النقد والتحليل (والتحريم)، فضلاً عن البراعة في ممارسة (اللطم والنياحة) إذا دعت الحاجة.. علاوة على ممارسة الكذب والغش والتدليس والتضليل، وإثارة البلبلة، وملء الفضاءات صخبًا وضجيجًا كلما استدعى الأمر. ولكن من الصعب جدًّا جدًّا جدًّا أن تصنع فريقًا بطلاً، يتصدى لكل ما ذكرناه آنفًا، ويتعامل مع ذلك الكم الهائل من الأدوات الضدية (المتعوب عليها)، والمرتب لها بعناية فائقة، وقهرها، وتذليلها، وتذويبها.. إن لم يكن ذلك البطل بمواصفات (الزعيم العالمي)!! إن لم يكن أشهر من نار على علم (عالميًّا) على صعيد المسؤولية الاجتماعية!! إن لم يكن (سيد) كبرى قارات الدنيا الذي طوع هامة مجدها دون أن تحتسب له ركلة جزاء واحدة طوال مشوار البطولة الكبرى، في حين أن هناك من يلهث خلف (احتجاج باير) عقب فشله في الميدان، هذا عدا وجود من يقيم الدنيا ولا يقعدها من أجل رمية تماس!! ثلاثية ليست ككل الثلاثيات عطفًا على ما تمثله كل واحدة منها من أبعاد، ومن قيمة، ومن معنى.. علاوة على ما أحاط كل واحدة منها من ظروف ومن تحديات.. بدءًا بالآسيوية المستعصية، مرورًا ببطولة الدوري الاستثنائية، وانتهاءً بكأس أغلى الناس. يعني بالبلدي: ثلاثية عبقرية، كل واحدة منها تقول للتاريخ: (قوم وأنا أقعد مطرحك). كبسولة العظماء يصنعون التاريخ، والبلداء يحاولون تشويهه.