صرح يوسف القزاز رئيس دائرة البرامج في إذاعة «صوت فلسطين» بان الإذاعة تابعت بثها عبر محطات محلية منذ الساعة السادسة من صباح أمس وذلك بعد ان قامت القوات الإسرائيلية بتفجير مبنى الإذاعة. وقال القزاز في تصريح صحفي: إن جنود الاحتلال دمروا المبنى بعد تلغيمه بالديناميت فجر أمس.. موضحا ان المبنى كان خاليا من الموظفين لانتهاء دوامهم. وأشار إلى ان هذا الجنون يعكس مدى الرعب الإسرائيلي من كلمة الحق الفلسطينية التي تكشف جرائم ومجازر إسرائيل التي يقودها شارون كما يعكس إفلاس إسرائيل في مواجهة عدالة القضية الفلسطينية. وقال مصور لرويترز في الموقع في مدينة رام اللهبالضفة الغربية: ان المتفجرات أدت إلى تصاعد سحابة كبيرة من الدخان والركام في السماء التي كان الظلام يلفها قبيل الفجر، وبرزت ألسنة اللهب من داخل المبنى. وحاول رجال الإطفاء الفلسطينيون إخماد النيران الناجمة عن الانفجارات. ودخل جنود إسرائيليون ترافقهم دبابات وجرافات المبنى لوضع الشحنات الناسفة وإخراج الناس منه وإبعاد المتفرجين، ولم يصدر الجيش أي تعليق فوري. وقال جبريل الرجوب قائد الأمن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية إن الخطوة الإسرائيلية تثبت ان رئيس الوزراء ارييل شارون يفتقد أي أفق سياسي وان الحرب هي خياره الوحيد. وأردف قائلا لرويترز: إن هذه الحكومة الإسرائيلية الغبية تريد تدمير رمز السيادة الفلسطينية ولكنه قال: إن إذاعة صوت فلسطين ليس مجرد مبنى يدمر فهو داخل قلب كل فلسطيني. وشددت إسرائيل قبضتها العسكرية داخل مدينة رام الله التي يحكمها الفلسطينيون يوم الجمعة بعد ان قتل مسلح فلسطيني ستة أشخاص في إطلاق نار خلال حفل في شمال إسرائيل يوم الخميس. وهدمت إسرائيل أحد أبراج البث الإذاعي لصوت فلسطين ومبنى إذاعتها بمتفجرات وجرافات في ديسمبر كانون الأول وعلى الرغم من ذلك واصلت المحطة الإذاعية عملها من خلال ترددات محلية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويضم المبنى الذي نسف اليوم السبت المكاتب الإدارية للمحطة الإذاعية بالإضافة إلى استديوهات التلفزيون الفلسطيني. وتتهم إسرائيل أجهزة الإعلام الفلسطينية ببث مواد تحريضية خلال الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت قبل 15 شهرا. وينفي الفلسطينيون هذا الاتهام ويقولون: إن إسرائيل تحاول إسكات أجهزة الإعلام الفلسطينية. إلى ذلك حذر وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز أمس السبت من مغبة طرد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات من الأراضي الفلسطينية الذي يطالب به عدد من الوزراء اليمينيين. وقال بيريز في حديث إلى الإذاعة الإسرائيلية العامة «من السهل القول: إنه يجب طرد عرفات إلا أنه انتخب من الفلسطينيين وعلينا ألا نبدو وكأننا نختار قائدا للشعب الفلسطيني». وتابع بيريز «الذين يريدون التخلص من عرفات قد يجدون أنفسهم فجأة أمام حماس والجهاد الإسلامي مكانه كما حصل عندما وجدنا أنفسنا أمام حزب الله في لبنان». وقد طالب العديد من الوزراء من حزب ليكود اليميني مرارا بطرد عرفات، آخرهم وزير المالية سيلفان شالوم بعيد الهجوم على الخضيرة في شمال إسرائيل الذي أدى إلى مقتل ستة إسرائيليين إضافة إلى منفذ الهجوم. وقد ندد نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس السبت بقيام القوات الإسرائيلية بنسف مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية في رام الله ودعا المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات دولية على الحكومة الإسرائيلية. وقال أبو ردينة في تصريح لوكالة فرانس برس: إن السلطة الوطنية الفلسطينية تندد «بالاعتداءات التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بتدمير مقرات هيئة الإذاعة والتلفزيون في رام الله في محاولة لإسكات الصوت الفلسطيني». ودعا المسؤول الفلسطيني «المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات دولية على الحكومة الإسرائيلية لوقف جرائمها وعدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني الأعزل». وحمل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية «المسؤولية الكاملة عن التصعيد العسكري الخطير الذي من شأنه ان يؤدي إلى مزيد من القلق والتوتر والانفجار». وكان الجيش الإسرائيلي فجّر فجر السبت مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية في رام اللهبالضفة الغربية. ومن جانبه حذر الدكتور صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني من استمرار سلبية الولاياتالمتحدة وأوروبا ورفضهم إرسال مراقبين دوليين على الأرض والبدء في تنفيذ توصيات لجنة ميتشيل.. ونبه إلى ان ذلك يعتبر من وجهة نظر ارييل شارون رئيس وزراء إسرائيل ضوءا أخضر لمواصلة إرهابه وممارسات الوحشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والمضي في إحراق المنطقة. وقال عريقات في تصريحات خاصة لإذاعة القاهرة بثتها أمس أن ما يحدث من تصعيد في الأراضي الفلسطينية يأتى تنفيذا لمخطط شارون.. وأعاد إلى الأذهان ان شارون هو نفسه الذي صوت ضد معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية وضد كل الاتفاقات الموقعة بين إسرائيل والفلسطينيين. وأوضح ان شارون يؤمن بأيديولوجية ان إسرائيل الموحدة والقوية «كما يسميها» ليست في حاجة إلى السلام الذى حسب رؤيته يهدم مصالحها لذلك فإنه يسعى إلى تدمير عملية السلام وتدمير السلطة الوطنية الفلسطينية. وأشار عريقات إلى أنه منذ أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تثبيت وقف إطلاق النار الشهر الماضي ونجح الجانب الفلسطيني في ذلك لمدة أربعة أسابيع كانت المحصلة تسعة وثلاثين شهيدا فلسطينيا وأربعمائة جريح واقتحام دبابات قوات الاحتلال الإسرائيلية لعدة مناطق فلسطينية.