أصبح الاهتمام البيئي أحد الجوانب الهامة والرئيسية في حياتنا اليومية بعد النقلة النوعية في التوعية بأهمية الحفاظ على نظافة كل ما حولنا انطلاقا من المبدأ الاسلامي والدين الحنيف الذي يؤكد على ان النظافة من الايمان.. ومما يبعث على التفاؤل ويزيد من مساحات الأمل ان البيئة تشكل قاسما وطنيا مشتركا بين مؤسسات القطاع العام والخاص فجاء الاهتمام بها اكثر تجانسا وانسجاما ومن ثم النتائج اكثر فاعلية وتأثيرا. ولاشك ان تنامي الوعي البيئي يجسد احد المفاصل الاساسية في عملية الحماية البيئية التي اصبحت واجبا اخلاقيا وسلوكا بشريا يجب ان يتسم بالديمومة والبقاء والتطور.. ولقد عالجت المؤسسات الوطنية السعودية هذه القضية بجدية وفعالية وسارت جهودها انطلاقا من هذا المبدأ ومنها اللجنة الوزارية لشؤون البيئة، اضافة الى برامج المراكز البحثية في مختلف الكليات والجامعات السعودية.. ولكن هذه الجهود لن تؤتي ثمارها او تحقق الهدف المنشود ما لم يتبلور وعي بيئي ينطلق من التعمق في المفاهيم البيئية والتعرف عليها واستمرار تثقيف المواطن على التعامل الجيد مع البيئة وتفعيل التعليم البيئي والتوعية من خلال السياحة القائمة على الطبيعة والترفيه حيث يمثل الاتساخ البيئي والنفايات اهم المشكلات التي تواجه القائمين على البيئة. وكما نعلم جميعا ان حكومة خادم الحرمين الشريفين لم تدخر وسعا في سبيل الارتقاء بالوعي البيئي وتأصيل ذلك من خلال العديد من الاجراءات والانظمة التي ستعزز من الجهود المختلفة في هذا المجال وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس مجلس ادارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها جميع القطاعات الحكومية ذات الصلة بأمور البيئة بالاسراع في تنفيذ المهام الموكلة اليها لحماية البيئة من التدهور البيئي والاستعانة بالدعم المادي من وزارة المالية اذا دعت الحاجة لذلك على ان يشمل ذلك المناطق البرية غير المحمية التي يرتادها المواطنون كما وجه الأمير سعود الفيصل العضو المنتدب للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها باتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لتنفيذ توجيه سمو النائب الثاني، فكثفت الادارات ذات العلاقة جهودها في مجال التوعية البيئية قبيل بداية موسم الصيد لهذا العام وجرى تنظيم عدد من معسكرات التوعية البيئية في سبع مناطق محمية.. وتعتزم الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس اصدار نظام خاص للبيئة يحدد الاختصاصات والاجراءات المناطة بمختلف الجهات المعنية. وفي جانب القطاع الخاص قامت مكيفات الزامل بحملة بيئية طموحة حرصا منها على المساهمة بفاعلية في جهود حماية البيئة بمنطقة الخليج بهدف وضع معايير صناعية جديدة.. كما يواصل نادي الصافي لاصدقاء البيئة جهوده في هذا المجال لنشر الوعي البيئي لدى المواطن والمقيم من خلال حملته الخامسة التي ستنطلق مطلع شهر فبراير القادم في محافظة جدة. ان تكاتف وتضافر الجهود الرسمية والشعبية سيعزز من غرس مفهوم الوعي البيئي ويقلل من مساحات الاضرار والاخطار الناجمة عن التلوث بمختلف اشكاله.