السعودية أول بلد عربي يقود العالم، وقمة الكبار برؤية سعودية. وتستحوذ ال20 دولة على أكثر من 80 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فيما ال180 دولة تستحوذ على 20 في المئة، أي إن العالم يعاني من فجوة هائلة وكبيرة. لذلك ركزت قمة الرياض على تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض الذي يعيش عليه الإنسان. اتحد العالم في قمة الرياض، فيما نجد في قمة السبع لكل منهم أجندته الخاصة، لكن هذه الأجندة الخاصة ذابت في قمة الرياض بعدما تمكنت السعودية من إبعاد قمة الرياض عن السياسة، وجعلت الإنسان وكوكب الأرض الركيزة الأساسية في هذه القمة، بل خططت لمستقبله، وأعادت التعاون الدولي بعد حروب تجارية، وأكدت أن العالم كتلة واحدة، وكانت جائحة كوفيد 19 مثالاً على أهمية هذه الوحدة، وأهمية التعاون. وقد تضرر العالم بأكمله، ولم يسلم منه أحد. كانت قمة الرياض قمة استثنائية، استشعرت خطورة وباء كوفيد 19، وقدمت نموذجًا في سرعة الاستجابة للتحديات. وكانت القمة أمل للشعوب، بعدما أبعدت القمة عن السياسات المتخبطة، وعن سياسات مناعة القطيع التي اتبعتها بعض الدول الأوروبية في بداية الأزمة، وأسرعت لإقامة قمة استثنائية في مارس لمواجهة هذا الوباء؛ وهو ما مكنها من طمأنة المجتمعات العالمية؛ لتحل محل لحظات التشاؤم التي مرت بها شعوب العالم. دفعت السعودية 500 مليون من أصل 21 مليار دولار لمواجهة الجائحة للدول الأقل حظًّا، ونحو 14 مليار دولار للتخفيف من آثار الديون عليها، وضخ 11 تريليون دولار لحماية الاقتصاد العالمي من أجل تمكين الإنسان من البقاء في الوظائف. لم تتوقف القمة عند مواجهة الجائحة فقط، بل شجعت العالم على أن يكون متأهبًا لأي جائحة مستقبلاً؛ فشجعت البحث والتطوير، وشجعت على تيسير التمويل، ودعم وتدريب المختصين لمواجهة أي جائحة مستقبلاً. ولو كان هذا الاجتماع سبق الجائحة، وكانت تلك القرارات، لما أصبح العالم بهذا الوضع، بعد تجاوز العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة بفيروس كورونا 50 مليونًا، وأحصت جامعة جون هوبكنز وفاة أكثر من مليون ومئتي ألف شخص عبر العالم. تعتبر قمة الرياض أكثر قمة حققت أهداف قمة العشرين، وهي تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، ودعم آفاق جديدة، أدارت اجتماعات تجاوزت ال700 اجتماع، وأدارت هذا الكم الهائل من الاجتماعات دون أية مشاكل تذكر، رغم أنها كانت اجتماعات افتراضية؛ ما يثبت أن السعودية تمتلك القدرة الرقمية. تولت منصة بروق السعودية تنظيم هذه الجلسات. وهناك 100 سعودية تولين أعقد الملفات، وخططن لانعقاد 100 فعالية بفترة الرئاسة؛ ما جعل المرأة تسجل حضورًا طاغيًا في أعمال ونتائج مجموعة العشرين برئاسة السعودية، بل أسهمت المرأة السعودية في تحقيق هدف قمة بريزبن المتعلقة بتقليص الفجوة في مشاركة القوى العاملة بين الرجال والنساء بنسبة 25 في المئة بحلول عام 2025، بل أسهمت في إطلاق مبادرة تحالف القطاع الخاص لتمكين المرأة من تولي المناصب القيادية. فيما يخص كوكب الأرض تبنّت السعودية منهجيات مستدامة مجدية التكلفة لتحقيق الأهداف المناخية الطموحة؛ فأعلنت مبادرة سعودية عالمية للاقتصاد الدائري الكربوني تخفيفًا لآثار الانبعاثات. وسبق أن التزمت السعودية بخفض أكثر من 430000 طن من الانبعاثات الكربونية سنويًّا. قيادة السعودية لهذه القمة العالمية تثبت للعالم أنسنة هذه المنطقة، وحضارتها لإعادة بعض العقلنة لمن يتهم هذه المنطقة بأنها منطقة تصدير الإرهاب والتطرف والتشدد. أثبتت السعودية جدارتها. والكل يشعر بالزهو والارتياح لنجاحات السعودية في قيادة العالم التي جمعته حول كلمة واحدة. وهذه الإدارة تثبت للمشككين في قدرة السعودية على تحقيق رؤية المملكة 2030، وأنها في الطريق إلى تحقيق الرؤية بكل اقتدار، وأكبر شاهد ما حققته القيادة في السنوات الأربع من مشاريع استراتيجية حيوية متنوعة في القطاعات كافة. ** ** - أستاذ بجامعة أم القرى بمكة