وانقضت قمة دول العشرين، والتي رأستها بلادنا، في عام استثنائي، حفل بالكثير من القضايا المعقدة، التي لولا الله ثم أن القمة برئاسة المملكة، فربما رأينا واقعاً مختلفاً لا يمكن أن يسعد أي إنسان، أو ربما طُلب تأجيلها. عام جائحة أثرت على الأرض والإنسان، صحياً واقتصادياً وتجاريا، لكن المملكة وبقيادتها التي دوماً تتحمل المسؤولية مهما عظمت، بذلت الغالي والنفيس ليس من أجل هذه المجموعة ونجاحها فحسب، ولكن من أجل البشرية، وما صدر في البيان الختامي يؤكد ذلك حيث ركّز البيان على ديون الدول المتضررة، وكذلك على توزيع لقاحات الوباء بشكل عادل وبسعر مناسب. قمة كان نجاحها مدوياً بكل معايير النجاح، فالحضور الافتراضي كان مكتملاً، والتغطيات الإعلامية كانت مدهشة، والتحليلات الفضائية كانت كذلك حاضرة على أشهر القنوات الفضائية العالمية، كذلك التقارير الصحفية اللحظية وليس اليومية فحسب. نحن كسعوديين كنا نعيش أياما وكأنها من أيام العيد، حيث البهجة والسرور، لما نرى من نجاحات تترى لكل مشاهد هذا الحدث العالمي، والذي لأول مرة تحتضنه دولة عربية. لكن هذا الحدث صاحبه - صدمة -!! نعم صدمة مدوية وحزينة، ربما يبقى أثرها في نفوس المصدومين أمد بعيد! هؤلاء هم الذين حشدوا ما أمكنهم أن يحشدوا ليؤثروا على حضور قمتنا، وليؤثروا على الإعلام العالمي، وليعطوا المتلقي معلومة تسبب الإحباط لنا! لكن السحر كما يقال انقلب على الساحر، فكانت الصدمة المدوية لهم بنجاحنا، ونجاح العالم معنا، بل وفرحة البشرية جمعا بما حققناه في قمتنا من نجاح باهر ومشرف، بل وسبب بإذن لله لسعادة البشرية. الصدمة.. حقيقة وقعت وتجرع ألمها الممول بشكل أكبر، ونال خزيها هذا الإعلام وهذا الإعلامي - الغبي - الذي توقع أننا لن ننجح! فالحمد لله على ما تحقق وإلى قمم قادمة.