حضرت الفعالية الثقافية النقاشية عن مبادرة ضياء الثقافة التي يقوم عليها محمد بن زعير وقد ناقشت رسالة الماجستير لمحمد بن مهاوش الظفيري بعنوان الأحلام والعنقاء (دراسة لجماليات تجربة محمد الثبيتي) والتي تعيّن في مواضع كثيرة «التنّاص» لدى الشَّاعر ... قد بدا ليّ أنها تُعيِّن التناص اللفظي والمعنوي بشكلٍ مستفيض يدل على الجودة والتوسع وأيّن يكن فقد سلطت الضوْء لدَّي نحو التحوير النسقي الذي يطرأ على المروية والأسطورة فتغير في المفهوم من خلالِ نصٍ يشير إلى دلالةٍ أخرى عبرَ سياقٍ جديد؛ للإشارة الدلالية إلى التحوَّرات الطارئة التي تنتج عند التحول الثقافيّ؛ من أدلة ذلك تمثيلاً تحَول المعْنى الحقيقيّ للكلمة إلى مجازيّ مستخدم بقوة لا يتبدل إلا بسياقٍ ظاهر دال على الأصل، ويمكن أن يلحظ أن الكلمات أو الجمل المستعملة تصير إلى معانٍ ودلالات مختلفة مع كل مدرسةٍ أدبية وبالضرورة أي مدرسةٍ نقدية. لذلك يمكن أن يطرأ على الرمْز بحدّ ذاته التغير تبعًا للبيئة التي يبحر في جوانبها النص الأدبي، أو المرويَّة التاريخية عبر سياقٍ آخر يدلُ على التحوّر الذي يطرأه الفهم الثقافي أو النسق الذي يمثِّل الأحفورة الثقافية ذات الدلالات هكذا قد يحمل جزئيةً من المعنى دون المعنى الأول أو زائدًا عليه، دون تغييب أن النصّ الأدبي ليشير إلى ثقافتهِ لا بدّ وأن يكون واعيًا بالعمقِ لثقافاتٍ أخرى بوصف الهيمنة الثقافية تتخذ سمةً عالمية بالضرورة لذلك يصير التناص هنا حلقة وصل بالعالم وبالمختلف أو هكذا يجب أن يُفسر. كما أن حالة التناقل للأسطورة أو للمثل بين الناس من أسباب التغير التي لا تُغفل عند قراءة النص لأنّها من عوامل التعْرية الثَقافيّة إن صح التعبير، والتبدلات التي تطرأ على المجتمعات ثمّ تعيدُ ولادتها ولا أدل على ذلك من نشأت الدولة السعودية؛ ففي فترةٍ وجيزة تغير نظام الحياة وجودتها مما غَير مفاهيم كثيرة نحو دور الأُسرة والمجتمع في تلقي المرويّة التاريخية والتعامل معها عبر سياقات جديدة وفقَ الحدّ و المدْلول، المتغيِّر والثابت. لكنا بعموم لا يمكن أن نرى منحًا علميًا لصحةِ تناص النص القرآني إذ هو مُحكم، غير قابل للنزعِ من السياقات الشرعية، وغير قابل للرواية بغير ما نزلت بهِ الأحرف العربية السبع، أو النزع من السياق للإحلال بسياق أدبي أو ثقافي، بهذا يمتنع أن يكون واقعًا، وتفسير القرآن الكريم لا يمكن أن يكون تناصًا بالضرورة الملاحظة. ** ** هيثم بن محمد البرغش - روائي ومستشار قانوني