يمرُّ ببلادنا ذكرى مرور ستة أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أدام الله عزه وحفظه- رعاية هذا الشعب الكريم، وهذا الوطن العظيم برجاله وولاة أمره، ويُظهر فيها الشعب الولاء لسلمان الوفاء، نعم الولاء والوفاء لملك الخير والمحبة، وتحكيم الشريعة والقرآن. أيام تمرّ وكلها ولاء وبيعة، وانتماء وطاعة، ووفاء ودعاء، بيعة لا تنفك عن الأعناق، يُتقرب بها إلى الله -عز وجل-. ست سنوات مليئة بالإنجازات والخيرات، يحتفل بها كل من عرف هذا الوطن الطيب الطاهر بشعبه وولاة أمره. هذه المناسبة لها في القلوب مكان، وعلى الألسن كلام وبيان، وبالأيدي عمل وإتقان، شهدت فيها المملكة منذ مبايعته - أيده الله - العديد والعديد من الإنجازات والتطورات الكبيرة والمتنوعة في جميع المجالات، شملت تحسين الاقتصاد، والارتقاء بالخدمات الصحية والتعليمية والخدمية؛ وهو ما جعل لبلادنا المكانة العالية الرفيعة. ست سنوات أزهرت أوراقها، وآتت ثمارها، واخضرت أغصانها، وعمّ خيرها على بلادنا وبلاد المسلمين، وعاش فيها الشعب في قلب الملك العادل، فكان شغله الشاغل الوطن ورفاهية المواطن، بل شمل همه المقيم والمخالف على هذه الأرض الطيبة. ولقد كان لكلمته الشهيرة الضافية الوقع في القلوب، والاستقرار في الأذهان، واللهج بالدعاء والثناء، نظير ما قدمته بلادنا في جائحة كورونا لأبنائها المواطنين والمقيمين الذين يعيشون على هذه الأرض الطيبة؛ فلقد قال - حماه الله من كل سوء -: «أؤكد لكم حرصنا الشديد على توفير ما يلزم المواطن والمقيم في هذه الأرض الطيبة»؛ فكانت درسًا للبشرية، والدول التي تدعي الإنسانية. بلاد ملأت خيراتها العيون والقلوب، وأحبها كل صادق مؤمن، وأبغضها كل حاقد حاسد. ست سنوات عاشها الشعب وفيًّا لولاة أمره، طائعًا لهم، ممتثلاً لأمر ربه - عز وجل - كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأولي الْأَمْرِ مِنكُمْ}، ومطبقًا قوله - صلى الله عليه وسلم -: «عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك» كما في الحديث الذي رواه أبو هريرة - رضي الله -. فكان السمع والطاعة قربة لله - عز وجل -، ووفاء لولاة أمرنا الميامين، نظير ما يقدمون لدين الله، وعباده المؤمنين. ست سنوات حاول فيها الأعداء النيل من هذه البلاد وولاة أمرها وشعبها، ببث الشائعات، وتدبير المكائد، وإشعال نار الفتنة، فكان الرد من هذه البلاد وولاة أمرها وشعبها بالتلاحم بين القيادة والرعية، وبث الخير، ورسالة الإسلام، والإنسانية، والسلام، وسارت القافلة، وبقي الأعداء في حسرة وبلاء. ست سنوات عبرتها بلادنا بالخير، والنماء، والتقدم، والازدهار، وفق رؤية حكيمة محنكة، رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030 التي عملت من أجلها ولها العقلية الشابة الموفقة، والرؤية الطموحة الهادفة، بالعزم الشديد، والمثابرة بكل جد ومتابعة، فنعم الجميع بخيرها، وعمّ أثرها، وظهر نفعها. نعم، هذه بلادنا التي عمّ خيرها القاصي والداني، وكانت مضرب المثل في الرحمة والإنسانية. وهؤلاء ولاة أمرنا مَن طبقوا التوحيد، وحكموا بالقرآن والسنة، منهجًا وحكمًا بين العباد وأنظمة البلاد، وهذا الشعب الذي عُرف بالولاء الصادق لولاة أمره، والعمل بشرع الله في كل صغيرة وكبيرة، فعاشت بلادنا مهبط الوحي والقرآن، ومنبعًا للخير والإيمان، ومعلمًا للبر والإحسان. اللهم أدم على هذه البلاد أمنها وإيمانها وولاة أمرها وعلماءها ومقدساتها ورجال أمنها يا رحمن. اللهم احفظ ووفق ولي أمرنا وباني نهضتها خادم الحرمين الشريفين، واجزه خير الجزاء على ما قدم ويقدم للبلاد والعباد. اللهم احفظ ووفق ولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان، وبارك في أعماله وأقواله. هذا، وبالله اعتمادي، ومن كرمه استمدادي. والله الموفق لكل عمل صالح رشيد. ** **