أتدرون ما الأجمل من احتفالنا كسعوديين بذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؟ الأجمل هو افتخار إخواننا الخليجيين والعرب والمسلمين بمقامه الرفيع. والأكثر جمالاً هو الاحتفال الشعبي الخليجي والعربي والإسلامي العفوي والتلقائي بسلمان أكثر من الرسمي، وما ذلك إلا لأنه «سلمان» باختصار، هذا أثرُ تاريخ والده مؤسِّس الوطن (عبدالعزيز) طيب الله ثراه ، وحاضره، هذا لأنه شخصية السلام والأمان والوفاء والإخلاص، هذا لأنه شخصية اختارت عروبتها هدفا قولا وفعلا، شخصية تسيربخطوات واثقة تعرف أين موضع قدمها حيثما هي جذورها الممتدة في عمق أرض العروبة والإسلام. ولأن «سلمان» ليست شخصية طارئة على التاريخ، تلك شخصية إدارة وحكم، تلك شخصية ننظر فيها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ، ومماثلة له في أسلوب المدرسة، والمجانسة في ملامح الشخصية، فعمر وطنه بمهارة القيادة وهيبتها وإرث الاستحقاق للحكم من خلال فرص تراكمية متنوعة أتيحت له عبر السنين. ولأن «سلمان» في عصره كانت الرؤية السعودية 2030، وطنا يسابق الزمن لتحقيق أهدافها، في التوجه الجديد نحو بناء مستقبل أفضل في المجال الاقتصادي في ظل متابعة سمو ولي عهده الأمين. لأن «سلمان» في وطن لم يعادِ أحداً، ولم يتدخل في شؤون أحد، مد يده بصدق، وطن ما يقوله في الظاهر هو ما يبطنه، وطن لم يغدر ولم يتآمر لم يضر أحداً. إنه شخصية قدَّمت لوطنها قصة النجاح والطموح وصناعة المعجزات التي صنعها في أحلام العزم والحسم والأمل، وفي الالتزام بالمواثيق الدولية والمدافعة عن القضايا الإسلامية والعربية، وفي هيكلة هرم القيادة والأجهزة التنفيذية العليا لتسريع مسيرة العمل واتخاذ القرارات المناسبة لكل ما يهم المواطن ويخدم الوطن، وفي حب البذل وأعمال البر والإحسان والعطف على فئات المحتاجين. شخصية كافحت الإرهاب ونفذت أحكام الله في الإرهابيين، شخصية أشرفت وتابعت خدمة الحرمين الشريفين الأكثر قداسة في العالم، وتفخر بخدمة الحرمين وضيوف الرحمن. ما من نداء عروبي وإسلامي إلا ووجدت «سلمان» أول الصفوف يتقدمهم، يفزع لإخوانه من دون منة ومن دون أذى، لذلك تجد الجميع يحبه ويعترف بطيبه وبكرمه وبحبه للآخرين وقلبه المفتوح لهم. «سلمان» متواجد في عاصفة الحزم ضد الحوثيين الانقلابيين في اليمن الشقيق لاستعادة الشرعية وفي عملية إعادة الأمل لبناء اليمن السعيد، وفي نصرة قضية العرب الأولى قضية فلسطين، وفي دعم مشروعات وبرامج الحفاظ على التراث الوطني ومتابعة حراك المشهد الحضاري والتاريخي، وفي إبراز البعد الحضاري لأرض المملكة بما يرسخ مكانتها الحضارية وعمقها التاريخي وتوصيلها إلى العالمية، وفي التفاعل مع قضية الإعاقة واحتياجات المعوقين، في الإيمان بالشباب والتمكين، وفي الاعتزاز بالمرأة ورعاية الطفل، وفي احترام الآخر والعيش معه، وفي تقدير الإعلام والإعلاميين، وفي المشاركات الاجتماعية سواء في الأفراح والتعازي وزيارة المرضى، وفي اللحمة الوطنية ووحدة النسيج الاجتماعي والالتفاف الوطني حول قيادته التي قل أن نجدها في مجتمع آخر، وفي العيش بطاقة إيجابية مهما كان ظلام المحيط الذي يدور حولك والعراقيل والمنغصات. «سلمان» هو في وطن لا يحتاج أن يشتري مكانته، فالتاريخ لا يشترى، وفعل المعروف لا يشترى، ووعد الرجال لا يشترى، هكذا بنى سلمان سمعة وطنه الكبير (المملكة العربية السعودية) بين الدول، ولا يجهل تاريخ هذا الوطن في تاريخنا المعاصر أحد. لذلك حين نحتفي بالذكرى السادسة لبيعة والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله وتوليه مقاليد الحكم في البلاد تجد أرض الخليج والعرب والإسلام كلها تحتفل معنا، والتهاني من أهلنا في الخليج والعرب والإسلام تصل القلب؛ لأنها مرسلة من القلب، لذلك نعتز كثيراً بصور تقدير قيادات الدول الخليجية والعربية والإسلامية التي تتناقلها وسائل الإعلام المختلفة التي تروي الحب والتقدير، وكلهم يعرفون قدر «سلمان» ووطنه. لا يحتاج «سلمان» من بعد الله سبحانه وتعالى إلا لشعبه ومحبيه ودعائهم له بأن يحفظه وأن يمده بعونه وتوفيقه لخدمة هذا الوطن، وأن يحفظ المملكة العربية السعودية. دمت يا سلمان (سنين).. فخراً وعزاً لنا. ** **