افتتح الدكتور عبدالعزيز السبيل رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأمين العام لجائزة الملك فيصل في مقر الغرفة التجارية بالرياض مساء أمس الأول، بحضور رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك، وعدد من رجال الأعمال والمهتمين بالفن التشكيلي، المعرض التشكيلي لأعمال الفنان التشكيلي فهد الحجيلان - رحمه الله -. ويأتي المعرض ضمن مبادرة الجمعية العربية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت» (ويستمر الوفاء) تكريمًا وتخليدًا لفناني السعودية التشكيليين الذين تركوا بصمة خالدة في تاريخ الحركة التشكيلية السعودية. وقال الدكتور عبدالعزيز السبيل بعد افتتاحه المعرض: إنني أشكر الجمعية السعودية للفنون التشكيلية التي أثبتت فعلاً على مدي السنوات الماضية أن المجتمع المدني هو القادر على صنع الثقافة، وتقدير الفن التشكيلي؛ لأن مؤسسات المجتمع المدني عادة تبتعد عن الرسميات، وعن الروتين، وعن الرؤى التي تكون خارج العمل الفني. فجمعية «جسفت» نجحت خلال هذه الفترة في تقديم عدد من الأنشطة والمبادرات. ولعلنا في هذا اليوم نعيش واقعًا من خلال تكريم عدد من الفنانين، تمثلوا في تكريم الفنان فهد الحجيلان - رحمه الله -. وقد استمتعنا بهذا الثراء الفني، وبهذا الإبداع التشكيلي، وبهذا الحضور المتميز الذي يؤكد أن مجتمعنا فعلاً يبحث عن التميز، ويبحث عن هذه الفنون، ويبحث عن الثقافة؛ لأننا في زمن أصبحنا نحتاج فيه إلى أن نملأ فكرنا حقيقة بالثقافة وبالفن، ونسهم في الواقع بأن هذا الفن هو جزءٌ من النسيج داخل مجتمعنا. وأضاف: أجدها فرصة أن أشكر الدكتورة منال الرويشد وزملاءها وزميلاتها على هذا الجهد المميز. ولعل ما يميز ويجعل هذه المناسبة متميزة إقامتها في غرفة الرياض، وهذا التلاقي بين الإبداع والمال. ونأمل - إن شاء الله - أن تتلوها خطوات أخرى بمزيد من الدعم المالي بالنسبة لغرفة الرياض ورجال الأعمال، ودعم هذه الفنون، وجعل حضورها أقوى بالمجتمع. من جانبها، أكدت الدكتورة منال الرويشد رئيس مجلس إدارة «جسفت» أن إقامة هذا المعرض تأتي ضمن مبادرة «جسفت» (ويستمر الوفاء) في تكريم فناني المملكة التشكيليين، والاحتفاء بهم، الذين أثروا الحركة التشكيلية، وتركوا بصمة فنية لن تُنسى، بل ستُعلّم للجيل القادم من شباب الوطن المبدعين، وتظل مرجعًا مهمًّا في تاريخنا الفني. وأضافت: أصالة عن نفسي، وعن أعضاء مجلس الإدارة، وأعضاء الجمعية، والهيئة الإدارية، أتقدم بالشكر الجزيل للدكتور عبدالعزيز السبيل على تكرمه وحضوره رغم كثرة مشاغله العملية؛ فالسبيل كان سببًا في إنشاء جمعية «جسفت» من موقعه الإداري في وزارة الثقافة والإعلام آنذاك، وهو قامة وقدر وشخصية، يقدر المبدعين ويقدرونه، ويقدر إبداع فهد الحجيلان - رحمه الله -، الفنان التشكيلي المبدع إبداعًا يسبق عصره. كما أن الجمعية إحدى ثمار زرعه، وتتشرف به «جسفت» بأن يشاركها مبادراتها النوعية في خدمة الفن التشكيلي السعودي وفنانيه. ولا أنسى دور غرفة الرياض التجارية، وأشكر رئيس ومجلس الإدارة للغرفة على تعاونهم ودعمهم للجمعية في المشاركة بإقامة مثل هذه الفعاليات التي تخدم المجتمع السعودي في جميع المجالات المختلفة، وتسهم في نمو الذائقة الفنية، وتقدير تاريخ التشكيليين، وربطهم بفئة الشباب بإثراء المحتوى المعرفي عنه. كما أشكر جميع الجهات الداعمة، وكل من حضر واهتم وأسهم في إنجاح دور الجمعية لإقامة هذا الحدث المهم. ويستمر المعرض في استقبال زواره لمدة يومين. ويعد تكريم الحجيلان هو الأول في سلسلة معارض فنية مستقبلية عدة، تسعى من خلالها «جسفت» إلى تحقيق رسالتها في خدمة الفن التشكيلي السعودي وفنانيه في تحقيق أهدافها بدعم الحركة التشكيلية السعودية وفنانيها، وتنمية الوعي الفني والإبداعي لدى المجتمع المحلي. ويضم المعرض مجموعة من أعمال الفنان الحجيلان - رحمه الله - الفنية، بعضها يعرض للمرة الأولى. وتضمن حفل التكريم الذي شاركت بتقديمه الإعلامية المتميزة الأستاذة فاطمة العنزي عرضًا لفيلم وثائقي عن الفنان ومسيرته الفنية، وكذلك أُقيمت أمسية ثقافية حوارية بعنوان «ويستمر الوفاء»، تولى إدارتها الأستاذ يحيى زريقان بمشاركة الفنان التشكيلي الأستاذ على الرزيزاء والفنان التشكيلي الأستاذ فهد الربيق والأستاذ يوسف المحيميد. وتناول المتحدثون مراحل مسيرة الفنان فهد الحجيلان - رحمه الله - التشكيلية، وقراءة نقدية لأعماله. حضر حفل الافتتاح الذي التزم بالبروتوكولات الاحترازية لوزارة الصحة المعمول بها لجائحة «كورونا»، بالالتزام بالعدد المحدود في الحضور، والتباعد الاجتماعي، مجموعةٌ من المهتمين بالفن التشكيلي، وأسرة الفنان الحجيلان، يتقدمهم ابنه عبدالرحمن الذي عبّر عن سعادته وشكره لراعي الحفل ولجمعية «جسفت» على تكريمهم والده، وإقامتهم هذا المعرض إحياء لذكراه - رحمه الله -، وتخليدًا لما قدمه خلال مسيرته الفنية.