وُلد الكاتب المسرحي والروائي الأستاذ «محمد العثيم» في مدينة بريدة، بمنطقة القصيم سنة 1950م، ودرس وتعلم حتى أنهى دراسته الجامعية بالرياض وحصل على البكلوريس من جامعة الملك سعود قسم الإعلام. وفي سنة 1985م حصل على الماجستير في الصحافة المطبوعة من جامعة كاليفورنيا وعاد إلى الوطن ليعمل في قسم الإعلام محاضرًا في جامعة الملك سعود بالرياض. عمل في الصحافة حتى وفاته - رحمه الله - وكتب في عدد من الصحف المحلية والعربية، وقام بتقديم أعمال تلفزيونية وإذاعية ومسرحية بلغت 45 «مسرحية»، معظمها تم عرضه في مشاركات محلية وخارجية مثلت المملكة العربية السعودية مثل (البطيخ الأزرق، حلم الهمذاني، الأرشيف، التيار، السنين العجاف، سوق قبة رشيد، ديان عفراء، الحرب السفلى، الحقيقة العارية، وامرؤ ألقيس وغيرها). شاركت فيها الجامعات السعودية والجمعية العربية للثقافة والفنون في المحافل الدولية والمهرجانات والمسابقات المحلية. كما تم تكريمه في مهرجانات عدة سعودية وخليجية وعربية، بدروع وشهادات تقديرية، إضافة لذلك كان ناقدًا مسرحيًا من الطراز الأول كان لتحليلاته ونقاشاته للعروض المسرحية نكهة فريدة كان الكثير من المسرحيين يستمعون لها، ويعجبون بطرحه البناء لما فيها من الفكر، والإثراء الثقافي الذي يولد لدى المبدع آفاقًا جديدة، وللمسرحي الفني تبيانًا لتصويب الأخطاء والعمل على تقويمها فنيًا على المستويين الكتابي والتمثيلي والإخراجي، وهذا ما أهلَّه أن يكون عضوًا تحكيميًا في مهرجانات عدة مثل الجنادرية والمهرجانات الخليجية في الكويت وغيرها. أما في مجال التأليف فقد صدر له - رحمه الله - أربعة كتب هي: كتاب «الغناء النجدي»، وهو كتاب مسرحي جاء في ثلاثة أجزاء يتحدث عن تاريخ المسرح السعودي وتجارب التأليف، والجزء الآخر تطبيقات الغناء في المسرح. وتناول مسرحية «سوق قبة رشيد» كمثال، أما الجزء الأخير فكانت أغاني تطبيقية مختارة، وكتاب «الطقس المسرحي» وهو كتاب مسرحي جميل جدًا، يتناول فيه الطقوس المسرحية سواء الكوميديا أو التراجيديا أو نحوه. و»نصوص مسرحية» عن طرفة بن العبد وامرؤ ألقيس ونصوص أخرى. أما رواية «سبحة الكهرمان» فهي رواية على الحقيقة وبحسب تعريف مؤلفها فإن كل الشخوص، والأحداث، والقصص في هذا الكتاب حقيقية، أهلها من الإنس والجن معروفون. ويُعد إصدار «كوميديا بن بجعة» كتابًا مسرحيًا يتناول نصوصًا عدة. وصدر للعثيم بعض المسرحيات منها: (التيار، لبطيخ الأزرق، الأرشيف، حلم الهمذاني، السنين العجاف، سوق قبة رشيد، ديان عفراء، الحرب السفلى، الحقيقة عارية، وامرؤ ألقيس). وفي مجال الأعمال التلفزيونية كان هو الكاتب لمسلسل «أحلام ساوم» الذي قام ببطولته النجم ناصر القصبي، والذي كان فيه إبداع من الفنان ناصر في تجسيد الشخصية بحسه الكوميدي، لا يفوتني أن أذكر بحسب خبرتي المسرحية المتواضعة أن النص أقرب ما يكون مسرحيًا موِّن ودراميًا. والمونودراما هي مسرحية الفنان الوحيد على خشبة المسرح. من جانب آخر فكان الأستاذ محمد العثيم شاعرًا يمتلك حسَّاً مرهفًا عالي التذوق والرسم في تصوير جمله الشعرية، فقد غني له الكثير من الأغاني وكتب الكثير منها.. وفي يوم 14 يوليو 2018 توفي -رحمه الله- بعد ما خلف وراءه إرثًا أدبيًا ثقافيًا مسرحيًا ينهل منه الأجيال القادمة -بإذن الله. رحمك الله «أبا بدر» كان يقول لي دائمًا «يا عبدالعزيز الضربة اللي ما تكسر ظهرك تقويك». أستُدل الستار وأطفئت الإنارة. إلى جنة الخلد أيها العراب. ** **