«صانع المحتوى» تُعد إحدى أبرز وأهم الوظائف التي برزت بشكل كبير مؤخرًا، والطلب عليها كبير، والعرض فيها قليل وشحيح. صانع المحتوى هو شخص لديه مهارات متنوعة، تشمل كتابة المحتوى المناسب، وترجمة الخطط والاستراتيجيات التسويقية إلى رسائل مكتوبة أو صوتية بشكل مبسط، وفي الوقت نفسه قوي، وذي قيمة. كما يمكن أن يكون صانع المحتوى خلاقًا للأفكار، ومترجمًا لها على شكل نصوص ورسائل. والمحتوى يشمل كل ما يتم تقديمه للجمهور عن المنظمة وخدماتها ومنتجاتها من خلال وسائل عديدة، مثل المقروءة والمسموعة والمرئية، والموقع الإلكتروني، ومحتوى حسابات المنظمة في الشبكات الاجتماعية، ومحتوى الحملات التسويقية والإعلانية. وصدق بيل قيت عندما قال مقولته الشهيرة في عام 1996 «المحتوى هو الملك». في الآونة الأخيرة زاد الطلب كثيرًا على المتخصصين في صناعة المحتوى، بل إن هناك تنافسًا عليهم من الجهات الحكومية والشركات بسبب ندرتهم. وفي واقع الأعمال ترصد كثير من الجهات ميزانيات كبيرة للتسويق والإعلان، وتتعاقد مع وكالات متخصصة لتصميم الحملات التسويقية والإعلانية، إلا أن بعض الحملات التسويقية والإعلانية تفشل بسبب ضعف المحتوى المقدم للعموم. وأقرب مثال ضعف محتوى كثير من الإعلانات الخاصة باليوم الوطني. صناعة المحتوى تحتاج إلى تدريب وتأهيل للمتخصصين فيها، وغالبًا تتطلب مواهب ومهارات فردية في الأشخاص، وهي ليست مادة علمية يتم تدريسها بقدر ما تعتمد على الممارسة والتطبيق العملي. ولا أبالغ إن قلت إن صانع المحتوى الآن أصبح بأهمية كاتب الكلمات والخطابات لرؤساء الدول وكبار المسؤولين في الجهات الحكومية والشركات. سوق العمل في القطاعَين العام والخاص بحاجة كبيرة الآن لصناع محتوى، وليت الجهات المختصة، وخصوصًا التعليمية، تهتم بهذا العلم، وتطور مناهج خاصة فيه ضمن محتويات أقسام التسويق والاتصال والإعلام، مع التركيز على التطبيق العملي.