بتحقق البقاء لفريق الاتحاد لكرة القدم في موقعه الحقيقي ضمن الكبار في الدوري السعودي، ارتفعت بشكل طبيعي أصوات المناداة بأخذ (خطوات عملية) من أجل إعادة بنائه وتقويته، وتجنيبه الدخول (مرة ثالثة) في متاهات السقوط وإخراجه من مظلة المنافسة على عدم الهبوط مرة ثالثة، حتى لا يتحقق وتثبت فيه مقولة (الثالثة ثابتة) وخصوصًا أن تحقق البقاء في المرة الثانية جاء مع آخر جولة في الدوري، وهو ما لا يتناسب مع اسمه وتاريخه وواقعه وجماهيريته وحتى إمكاناته وأدواته الحالية، غير أنه لا يستقيم مع هذه الرغبة التي لها أدواتها (المعروفة) وأسبابها ومتطلباتها، أن تكون الخطوة الأولى التي يتم المطالبة بها، هي نفسها التي (ضربت الفريق) والنادي ككل خلال السنوات الماضية، وأعني عدم الاستقرار الإداري والفني، طوال السنوات الماضية على مدى عشر سنوات مضت وتحديدًا من عام 2009م (إدارة جمال أبو عمارة) الى عام 2019م (بداية الإدارة الحالية) ترأس النادي ست عشرة شخصية من رجالاته، فيهم من هو منتخب ومن هو مكلف ومن كانت مهمته (تسيير) أعمال النادي؛ منهم من قعد على الكرسي شهرًا واحدًا، والبقية لم يمكث أحدا منهم سوى عام فقط، ولم يكمل (أي رئيس ) منتخب فترته إطلاقاً، سوى مرة واحدة كانت الفترة من (19 - 1 - 2014 الى 8 - 6 - 2016) وهي أصلاً فترة (تكميلية) لفترة انتخابية أوقفت بقرار. هذا الذي يحدث لا يستقيم مع متطلبات واحتياجات الترميم أو البناء والعمل على عودة الفريق، ويعارضه مناداة البعض (المتكرر) بالتغيير في الإدارة والمطالبة برحيلها، والدعوة الى استبدال الجهاز الفني، وهما أمران حدوثهما الآن يعني بالتأكيد إعادة الفريق الى (المربع الأول) والدوامة التي يعيشها من سنوات طويلة. من ناحية الجهاز الفني أرى أن استمراره مفروغ منه، فالسيد كاريلي لم يأخذ وقته وفرصته كاملة، وحتى أدواته (اللاعبين) لم يكونوا من اختياره أو موافقته ومع ذلك فقد كان الأداء يتحسن معه رغم الغيابات، ويكفي أنه في آخر ست مباريات لعبها الفريق لم يخسر وكانت حصيلته الكاملة مع الفريق 12 مباراة فاز في أربع وتعادل في أربع وخسر مثلها، ولا يوجد أصلاً وقت لتغييره، فأي حكمة، بل أي منطق في تغيير مدرب فريق قبل شهر واحد من انطلاقة مباريات الموسم الجديد؟! أما الإدارة فما من أحد إلا ويعلم مقدار ما وقعت فيه من أخطاء وسوء قرارات وضعف في المواقف وتسرع في بعض الخطوات والاختيارات وانعدام الرؤية في التعامل وانتقاء بعض من تعتمد عليهم أو حتى من تشاورهم، وكثير من ذلك تحسن وتغير كثيرًا في الثلث الأخير من الموسم، ويبدو أن الرؤية قد اتضحت كثيرًا أمام الرئيس ونائبه والنظرة اختلفت في القبول وفي من يشاوران واستمرار ذلك سيعالج الأخطاء ويقلل الهفوات وينعكس إيجابيًا على العمل والقرارات القادمة، وينقذ الفريق والنادي من الكوارث والأخطاء الإدارية المتكررة، إن استمرار الإدارة هو في كل الأحوال من وجهة نظري أفضل من تغييرها، تبقى على الأقل عام آخر يستقر خلاله النادي وتصحح بعض خطواته وأعماله وتوجهاته، وبعدها سيتحسن الحال أو أن لكل (حل حلال). كلام مشفر «من العبث من وجهة نظري في هذا التوقيت المناداة بتغيير الإدارة الحالية في ساحة لا يبدو أن فيها من يملك الشروط والأدوات و(الملاءة المالية) المطلوبة ويجرؤ على أن (يدق على صدره) ويتقدم قائلاً أنا لها، والمثل يقول ( ولا بلاش)! «نجح البرازيلي كاريلي في تحقيق المطلوب منه رغم عدم اختياره لأدواته وضعفها وعدم اكتمالها (قبل وبعد كورونا) وحتى آخر مباراة ومع ذلك عبر بالفريق وذلك كل ما كان مطلوبًا منه هذا الموسم. «واعجب لمطالب تغييره، فقد جاء في وقت حرج لأنه يعرف الدوري السعودي، وبعد أن عرف الفريق جيدًا خلال أقل من نصف مباريات موسم، وقبل شهر من انطلاقة الموسم الجديد تخرج أصوات (غير منصفة) تطالب برحيله وتغيير، وأي مدرب (محترم) سيقبل بالمهمة في هذا الوقت الضيق؟! «وما زلت أتساءل هل اكتمل جهازه الفني المساعد وأرجو أيضًا أن يتم دعمه بمدرب وطني من أبناء النادي لمساعدته في بعض التفاصيل التي يحتاجها، ولا أود طرح اسم، ولكني اقترح ترك الاختيار له، بعرض ملفات المدربين أبناء النادي ومن ثم يترك له الاختيار.