سار في دروب «الحسنى» فبني صروح «المحاسن» من لبنات «الإحسان» وجاد بالعلم فكتب متون «الجودة» بقدرات الإجادة.. فكان «الابن البار» لحلقات «التحفيظ» و»الفارس المغوار» في ميادين «الدعوة».. أثرى «البحوث» فصنع «الفارق» وأوجد «الفرق» فكان «علامة فارقة» في مضامين «الطموح» التي نال فيها «السبق» من واقع «الأولويات ونثر خلالها «العبق» في وقع الانجازات.. إنه الداعية والباحث والأكاديمي والشاعر الدكتور حسن باجودة أحد أبرز الأكاديميين والشعراء والباحثين في السعودية والخليج.. بوجه حجازي المنشأ مكاوي النشأة طائفي المولد تنبع منه صفات «الأديب» وتتقاطر منه سمات «التهذيب» وسحنة حنطية مسجوعة بالزهد مشفوعة بالألفة مع عينين واسعتين تدمعان حين التراحم وتلمعان حيث التعاطف ونظارة طبية أنيقة وتقاسيم مألوفة تؤطرها لحية بيضاء أكملته وقاراً ومحيا باسم وهندام أنيق يعتمر «المشالح» الملونة والملابس البيضاء كبياض قلبه ونقاء سريرته قضى باجودة من عمره عقوداً وهو يقطف «ثمار» العلوم ويسبر «أغوار» المعارف ويجني «اعتبار» الأمنيات كاتباً للتاريخ «قصائد» الاقتدار موزعاً للأجيال «عوائد» الخبرة مشعلاً «إضاءات» التأثير في مشارب «الجامعات» مؤسساً «إمضاءات» الأثر في مسارب «التحديات» واضعاً اسمه «فاعلاً» وضميره «متصلاً» في «جمل» التجارب وفي جميل المناقب.. في الطائف ولد عام 1941 وتعتقت روحه بأنفاس الورد وتشربت نفسه نفائس الود مستلهماً الوفاء من أب كريم ملهم بالصفاء من أم نبيلة فنشأ بين قطبين من الإنجاز والاعتزاز جعلت قدومه «تباشير» فرح ألبست الشتاء رداء الأعراس. ثم قضى طفولته ثاوياً في أهل «مكة» منخطفاً إلى رياحين «الطمأنينة» في قدسية المكان وياسمين «السكينة» في نفحات الزمان منجذباً إلى روحانية التهجد في أحضان «الحطيم» ووجدانية «الدعاء» في دوائر الطواف.. ثم درس التعليم العام في مكّة المكرّمة، وحصّل على ليسانس اللّغة العربيّة من كليّة الآداب جامعة القاهرة عام 1962م بتقدير جيّد جداً مع مرتبة الشّرف، عمل معيداً لمدّة عامين في قسم اللّغة العربيّة بكلية التّربية بمكّة المكرّمة، ثم ابتعث إلى جامعة لندن، وحصّل على درجة الدكتوراه مع التّوصية بطبع الرّسالة عن أطروحة «شعر أهل المدينةالمنورة حتى نهاية عصر بني أمية مع دراسة نقدية». وكان أوّل من عاد حاملاً للدّكتوراه من مبعوثي كلّيتي الشّريعة والتّربية، ثم أسس قسم الدّراسات العليا العربيّة، الّذي تمّ افتتاحه في رمضان سنة 1393ه وتولّى رئاسته، لمدة 17 عاماً باستثناء العام الّذي عمل فيه أستاذاً زائِراً بقسم الدّراسات السّاميّة بجامعة سِدْني بأستراليا، للعام الدّراسيّ 1396ه وسنتي التفرّغ العلميّ. منحته جامعة الملك عبدالعزيز جائزة البحث العلميّ عام 1394ه، ونال درجة أستاذ بتاريخ 20 - 1 - 1400ه وهو أوّل مواطن ينال درجة الأستاذيّة من نفس الجامعة قام بالإشراف على أولى رسائل الدّكتوراه في اللّغة العربيّة في السّعوديّة، وقام بالإشراف على أوّل عدد لمجلّة جامعة الملك عبدالعزيز، وتُرْجِمَ كتابه: الوحدة الموضوعيّة في سورة يوسف إلى اللّغة الإنجليزيّة. عمل أستاذاً للدّراسات القرآنيّة البيانيّة بجامعة أمّ القرى، ورئيس لجنة تحكيم مسابقة الملك عبدالعزيز العالميّة للقرآن الكريم من عام 1402ه إلى عام 1426ه. عُيّن عميداً لكلّيّة اللّغة العربيّة لفترتين متتابعتين. يعد أحد أعضاء لجنة مراجعة التّفسير الميسّر، الّذي طبعته وزارة الشّؤون الإسلاميّة وعضو لجنة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزيّة وشغل منصب أمين عام ونائب رئيس الجمعيّة الخيريّة لتحفيظ القرآن الكريم بمكّة المكرّمة، وعضواً في عدة جهات. قدم التفسير البسيط للقرآن الكريم، في ثلاثين مجلداً لمدة عشرين عاماً، وعمل عام 1424ه على السيرة النبوية من القرآن الكريم. عكف على دراسة سلسلة التأملات لمدة 23 عامًا درس خلالها تسع عشرة سورة، وبلغ مجموع أبيات السيرة النبوية، وديوان مجد الإسلام تسعة عشر ألفاً وثلاثمائة وتسعة عشر بيتاً ونظم ثماني وثلاثين قصيدة، ورباعيتين عدد أبياتهما أحد عشر ألفاً وسبعمائة وسبعين بيتاً، وتم طبعها في أربعة مجلدات وقد انفرد بهذه الأبيات الألفية التي كانت وستظل «رقماً» قياسياً في إحصاءات «الشعر» ومقياساً «رقمياً» في معادلات «الفصحى». قدم باجودة برنامجاً تّلفازيّاً أسبوعياً، بعنوان مدرسة القرآن، سجّل فيه ستّمائة حلقة. في تسع سنوات ونصف السنة وسجّل للإذاعة مئات الحلقات.وتم تكريمه في عدة محافل وألف عشرات الكتب وقدم مئات الدراسات والقراءات والتحليلات في علوم عدة. حسن باجودة «منظومة بشرية» من المهارات والتخصصات وزع هداياه وعطاياه في اتجاهات البحث وأبعاد التأليف وموجهات الابتكار في منصات «التحكيم» ومراسي «التقييم» أستاذاً وموجهاً ووجيهاً.. في منهاج الإعداد وسراج السداد ونتاج المداد.