عندما تخرجت ابنتي من الجامعة بتفوق العام الماضي، كانت فرحتي مشابهة تماماً لفرحة تخرجي في حينه، وكنت واثقاً أنني سوف أجد لها وظيفة مناسبة متى ما رغبت، وبدأت في رحلة البحث لها عن وظيفة بالتواصل مع كثير من الزملاء والمعارف، وكنت أقدمها مفتخراً بتفوقها في دراستها. كان الشرط الأساسي لكثير من الجهات أن يكون لديها خبرة لا تقل عن سنتين. أحبطت قليلاً لصعوبة الحصول على وظيفة لها، وكنت أبلغها أن الأرزاق بيد الله وعليها أن تنتظر حتى يأتيها الفرج. في المقابل، وكما عرفت ابنتي متفوقة ومبادرة، فقد كانت تبحث بطريقتها الخاصة، وتقدم على جهات وشركات من خلال مواقعهم الإلكترونية، وتفاجئني بأن لديها مقابلات وظيفية مع الجهة الفلانية، وبعد فترة أبلغتني أنها تلقت عرضاً وظيفياً من إحدى الشركات الكبيرة في الرياض، فباركت لها خطوتها وشجعتها ومنحتها الثقة في اختيارها بعد أن تأكدت من الشركة. ذهبت للمقابلة الوظيفية واجتازت المقابلة وقدّم لها عرض وظيفي للعمل في الشركة من خلال برنامج يطلق عليه «تمهير». سألت ابنتي عن هذا البرنامج وعن الجهة القائمة عليه، أبلغتني أنه تابع لصندوق الموارد البشرية، وهو برنامج تدريب على رأس العمل موجه للخريجين من الجامعات، ويهدف إلى تدريبهم بالمؤسسات الحكومية والشركات المتميزة في القطاع الخاص، ليتمكنوا من اكتساب الخبرات والمهارات اللازمة لإعدادهم وتهيئتهم لسوق العمل، ويوقع الموظف عقداً مع البرنامج لمدة 6 أشهر، ويحصل على مكافأة مقطوعة شهرياً 3000 ريال، والعمل يكون مع إحدى الجهات أو الشركات التي قابلت الشخص وحددت له وظيفة. التحقت ابنتي بالوظيفة بالشركة، وكانت تعمل بنفس ساعات عمل الموظفين الآخرين وتمارس نفس العمل، بعد مضي ثلاثة أشهر، أثبتت نفسها وعرضت عليها الشركة أن تعمل معهم بشكل رسمي، وقدّم لها عرض وظيفي وشاورتني به وقلت لها، وافقي عليه، فالشركة راغبة فيك وأنتِ لم تكملي فترة التدريب حسب برنامج تمهير 6 أشهر، وهذا نتيجة تفوقك. ولله الحمد انتظمت معهم وما زالت في الشركة تعمل بجد واجتهاد. وسبب ذكري لتجربة ابنتي أن أوجه نصيحة لكل خريج لم يجد عملاً أن يذهب إلى أي برامج تقدمها حكومتنا الرشيدة لدعم الخريجين، حتى وإن كان الدخل محدوداً فالفائدة سوف تكون كبيرة مع الوقت، وأجدها هنا فرصة لشكر القائمين على برنامج «تمهير»، والذي يهيئ فرصاً ممتازة للخريجين حتى التحاقهم بوظائف رسمية، مع دعمهم مادياً. ولا يحضرني رقم للعدد الذي ساهم البرنامج في دعمهم، ولكني واثق أنهم بالألوف. ** ** @sultan_almalik