درس عميق وعظيم نثره (خالد البلطان) كالملح على جراح المتأزمين والكارهين، روح رياضية ظهرت من شخصية قيادية متراكمة الخبرات في وقتٍ استعرّ وانتشر التعصب في منافساتنا الرياضية سواء على صعيد مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى في بعض المنابر الفضائية، رسالة انبثقت من شخصية عانت الويلات من المتنمرين والمترصدين ليس لشيء؛ فقط لأنه كان وما زال (قادحاً) لم ينصع لتحزباتهم المفضوحة أو مسايرة توجهاتهم نحو نبذ نادٍ معين والتحريض ضده علّ وعسى أن يخفف من وطأته على طموحاتهم الهشة. فإعلان رئيس نادي الشباب عن إقامة ممر شرفي لنادي الهلال الذي حقق مؤخراً لقب دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وذلك خلال المباراة التي ستجمعه مع الشباب اليوم الأربعاء في ختام منافسات الدوري، ظاهرة لا تحدث إلّا بين الكبار لخّصها البلطان في جملة «لن تنقص من أحد وهي تحية بطل لبطل، وكفانا تعصباً»، جملة سيرددها الشبابيون والهلاليون أجيالاً بعد أجيال في موقف رياضي مشرّف رغم عواصف ورياح التعصب التي ما زالت تقتلع كل روح رياضية تنبت بذرتها على ضفاف منافساتنا الرياضية. خالد البلطان لم يكتف بالممر الشرفي، بل طالب رؤساء الأندية الأخرى أيضاً بتكريس ظاهرة الروح الرياضية بدلاً من الإصغاء لما تمليه عليهم صيحات بعض الجماهير في مواقع التواصل الاجتماعي، أما الإعلاميون فمن المضحك أن البعض منهم بنى سمعته الإعلامية عبر المناوشات وإثارة التعصب ثم يأتي في مثل هذا الموقف يرفض وينظّر ويلقي دروساً في المثاليات والتقليل من رئيس نادي الشباب بالإشارة إلى تصريحاته السابقة ومواقفه الصارمة تجاه ميولهم المفضوح. قبل الختام ممر شرفي أعظم وأكبر حينما يخرج الهلال من الملعب حاملاً بطولته ومحاطاً بجماهيره على جنبات الطريق المؤدي للنادي، ممر شرفي اعتاده الزعيم (60) مرّة على مدى تاريخه.