كثيرة هي عمليات التدوير التي نسمع بها، وكذلك عمليات الاستفادة من الفواكه لغير الطعام، فهذه بقايا النباتات أسمدة للأرض، وبعض الفواكه وقشورها تستعمل في ترطيب البشرة، وغير ذلك، لكن الجديد في هذا هو استخدام قشور الفاكهة في عمليات كيميائية معقدة تفيدنا في تجديد البطاريات القديمة والاستغناء عن المواد الكيميائية الخطيرة التي كانت تستخدم في هذه العمليات التقنية. طور علماء في جامعة نانيانج التكنولوجية بسنغافورة وسيلة جديدة لاستخدام قشر الفاكهة لاستخراج وإعادة استخدام المعادن النفيسة من بطاريات الليثيوم آيون لأجل إنشاء بطاريات جديدة، وذلك حسب ما ذكر موقع «أراجيك». وقد استخدم الفريق قشر البرتقال الذي قام باستعادة المعادن الثمينة من نفايات البطاريات بكفاءة عالية ثم قاموا بصنع بطاريات جديدة من المعادن التي استخرجوها. يرى العلماء أن نهج تحويل النفايات لموارد قابلة للاستهلاك يدعم التطور الاقتصادي بكثرة ويخلصنا من النفايات والمخلفات الإلكترونية، يتم إنتاج ما يقدر بنحو 1.3 مليار طن من نفايات الطعام و50 مليون طن من النفايات الإلكترونية سنويًا. عادة ما يتم التخلص من البطاريات المُستهلكة من خلال صهرها على درجات الحرارة الشديدة (أعلى من 500 درجة مئوية) لاستخراج المعادن القيمة، والتي ينبعث منها غازات سامة خطيرة، بعد صهرها، جرت محاولات لاستخدام محاليل حمضية قوية أو ضعيفة مع بيروكسيد الهيدروجين لاستخراج المعادن، لكنها لا تزال طرق ملوثة للبيئة وتشكل مخاطر على الصحة والبيئة. وجد الفريق البحثي أن مزيج قشر البرتقال المجفف والمطحون وحمض الستريك، وهو حمض عضوي، يمكن أن يحقق نفس الهدف الذي تحققه مواد كيميائية ضارة مثل بيروكسيد الهيدروجين. في التجارب المعملية، وجد الفريق أن نهجهم قد نجح في استخراج حوالي 90% من الكوبالت والليثيوم والنيكل والمنجنيز من بطاريات الليثيوم أيون المستهلكة، هذه نتيجة ممتازة وفعالة للغاية مقارنة بالنتائج التي قد نحصل عليها من استخدام بيروكسيد الهيدروجين. وقال «دالتون تاي»، الأستاذ المساعد بجامعة نانيانج والمشارك الرئيس في البحث إن «المفتاح يكمن في السليلوز الموجود في قشر البرتقال، والذي يتحول تحت الحرارة إلى سكريات، هذه السكريات تساعد في عملية استعادة المعادن من نفايات البطاريات. قد تكون مضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة في قشر البرتقال، مثلا الفلافونويد والأحماض الفينولية، ساهمت كذلك في عملية الاستخراج».