تتعدد أنواع السيرة بحسب تنوع اهتمامات صاحبها؛ فمنها ما هي سيرة عامة شاملة، تتابع تطور حياة كاتبها من الطفولة إلى نهاية مشوار الحياة، وهذا النوع المكشوف هو الأشهر والأكثر الذي درج عليه أكثر كتاب السيرة الذاتية، سواء بلغة الأنا «المتحدث» أو الغائب، أو التعبير عن الذات بما يوحي بها كأن يرمز لشخصية صاحب السيرة ب«الفتى» كما في «تجربة فتى متطرف» لمحمد العوين. وقد تأتي السيرة الذاتية الشاملة مشرقة الأسلوب ناصعة العبارة متينة السبك، تتجلى بين أسطرها لفتات بلاغية موحية وصور فنية مبدعة، كما هي سير كثيرين من الأدباء، وقد لا تلتزم السير الشاملة بجماليات النص الأدبي وشروطه بالضرورة؛ لأن كاتبيها ليسوا أدباء؛ فقد يكتب السيرة الشاملة إعلامي أو رياضي أو رجل أعمال أو طبيب، وإنما العبرة لديهم بصحة العبارة وسلامة الأسلوب ووضوح الفكرة، فليسوا معنيين بنسج صور بلاغية أو اقتناص سبحات خيال أو بناء معمار فني بديع، ومثال السيرة الأدبية وغير الأدبية، وأدع للقارئ الذواقة الحكم النقدي على ما يقرأ منها: «سوانح الذكريات» لحمد الجاسر، و«حياتي مع الجوع والحب والحرب» لعزيز ضياء، و«ترجمة حياة» لمحمد حسن فقي، و«ذكريات العهود الثلاثة» لمحمد حسين زيدان، و«بين السجن والمنفى» لأحمد عبدالغفور عطار» و«قافية الحياة» لعبدالله بن إدريس، و«تباريح التباريح» لأبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري»، و«ذكريات طفل وديع» لعبد العزيز الربيع، و«حكاية الفتى مفتاح» و«تلك الأيام» لعبد الفتاح أبي مدين، و«مذكرات وذكريات» لعبدالكريم الجهيمان، و«أتذكر» لبدر كريم، و«قطرات من سحائب الذكرى» لعبد الرحمن السدحان، و«مشيناها» لعبدالرحمن الشبيلي، و«أيامي» لمحمد عبده يماني، و«بدايات» لمحمد القشعمي و«بتوقيعي» لعبدالله النعيم، و«واقف تحت الشمس» لعلي الخضيري، و«حياة في الطب» لفالح الفالح، و«من الزلفي إلى برلين» لمحمد المفرح، وغيرها. وقد يكتب السيري عن جانب واحد من حياته أو مهنة اشتغل بها؛ كما في «سيرة شعرية» و«حياة في الإدارة» لغازي القصيبي، و«كنت هناك» لعبدالرحمن الهزاع، و«واقف تحت الشمس» لعلي الخضيري، و«أيامي في النادي» لعبد الفتاح أبي مدين، و«التحدي» لمحمد الماضي. ومن أنواعها السيرة الذاتية الغيرية؛ أي تلك التي يكتبها الكاتب عن غيره، وقد يصرح الكاتب باسمه، ك«هشام ناظر - سيرة لم ترو» لتركي الدخيل، و«السجين 32» لأحمد عدنان، وقد لا يصرح . يتبع ** ** [email protected]