اهتم عدد كبير من المفكرين والباحثين في الشرق والغرب بالدعوة إلى إثراء علم الاجتماع الأصيل.. واستخدام مناهجه العلمية في دراسة المجتمع وظواهره، واكتشاف قوانين النظام الاجتماعي الذي يحافظ على استقرار المجتمع وضبط توازنه, وقد ساهم كثير من المفكرين والمنظرين والعلماء في إثراء هذا الميدان العلمي الخصيب, وإشباع اتجاهاته السوسيولوجية. ومن الباحثات في علم الاجتماع السعودي الأستاذ الدكتورة (عزيزة بنت عبد الله العلي النعيم) عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.. التي تعد من الأكاديميات السعوديات اللاتي تركن بصماتهن البارزة في (علم الاجتماع الحضري)، وممن أثرت مكتبة علم الاجتماع العربية وتراثها الأصيل بحثاً وعلماً وإنتاجاً في المجالات الاجتماعية والتنمية الحضرية وقضايا الشباب والمرأة. نالت البروفيسورة عزيزة النعيم شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع عام 1980م من جامعة واشنطن في سياتل واشنطن, وبعد عودتها من أمريكا عينت معيدة في قسم الدراسات الاجتماعية - كلية الآداب - بجامعة الملك سعود عام 1401ه, ثم حصلت على الماجستير في الأنثروبولوجيا الحضرية من جامعة الملك سعود عام 1407ه ثم تلا ذلك حصولها على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع الحضري من الجامعة الأم وكانت عنوان الرسالة (الفقر الحضري وارتباطه بالهجرة الداخلية) دراسة على بعض الأحياء الشعبية في مدينة الرياض عام 2004م. هذا العلم الديناميكي (علم الاجتماع الحضري) الذي يدرس العديد من القضايا ذات الصلة بالهجرة والسكان وحياة المدينة والتغيرات الديموغرافية والسياسات الداخلية المؤثرة على بناء المجتمع, كما يهتم بدراسة الحضرية دراسة شاملة وعميقة, وسمات سكان المدينة وتنظيماتهم وأنشطتهم المؤسسية وعمليات التفاعل الأساسية بجانب التطرق للآثار الاجتماعية الإيجابية والسلبية المترتبة على الهجرة وآثارها على التركيب السكاني وعمليات التنمية الأسرية ..الخ. كانت اهتمامات د. عزيزة النعيم البحثية تنطلق من دراسة التنمية وهجرة الأدمغة والاندماج والتثاقف, والفقر, والعنف الأسري, الهجرة غير مشروعة, العمالة, وجودة الحياة, هجرة الكفاءات العلمية, الاغتراب الاجتماعي, شبكات التسول, ظاهرة المخدرات, الأزمات والكوارث في المدن الحضرية, وقضايا الفساد والإرهاب والسكن العشوائي, ولذلك كانت معظم أبحاثها العلمية وأطروحاتها السوسيولوجية تدور في فلك هذه الاتجاهات الحضرية والاجتماعية والأسرية والتنموية والثقافة. أما في اتجاه الخبرات العلمية والعملية، فقد شاركت في العديد من اللجان العلمية ومنها عضو في اللجنة التأسيسية للجمعية السعودية للدراسات الاجتماعية 1428ه, مقررة كلية الآداب للتطوير والاعتماد الأكاديمي-1429ه, عضو الجمعية الأمريكية لعلم الاجتماع ASA من 2007-2009, عضو مؤسس لمرصد دراسات المرأة في الإمارات. عضو فريق الدراسة الذاتية والتحضير لزيارة فريق المراجعة الخارجية لجامعة الملك سعود الفصل الأول للعلم 1429-1430ه, عضو الجمعية السعودية للدراسات السكانية SAPS, عضو لجنة التنمية الأسرية في جامعة الملك سعود التابعة للجنة النسائية للتنمية المجتمعية في منطقة الرياض لعام 1438ه, عضو الهيئة الاستشارية في مجلة الدراسات الاجتماعية جامعة الملك سعود. كما شاركت د.عزيزة في الإشراف على الرسائل العلمية والأبحاث ومناقشة العديد من الرسائل وتحكيم أبحاث علمية للترقية وللنشر داخل المملكة وخارجها. كما شاركت الخبيرة في علم الاجتماع الحضري في العديد من الندوات العلمية في العديد من القضايا وورش عمل داخل المملكة العربية السعودية وخارجها, كما رشحت وكيلة لقسم الدراسات الاجتماعية في كلية الآداب بجامعة الملك سعود في فترة ماضية. وأمام هذه المنجزات العلمية والمعطيات البحثية للدكتورة (عزيزة النعيم) صدر قرار المجلس العلمي بالجامعة بالمصادقة على توصية المجلس العلمي بالقسم بترقيتها إلى الدرجة الأستاذية، وذلك تقديراً لعطائها العلمي الرصين وإنتاجها البحثي الأصيل، وهي أعلى درجة علمية وظيفية في الجامعة، وبالتالي نالت الخبيرة في الاجتماع الحضري لقب ( بروفيسورة) في تخصص مهم (علم الاجتماع الحضري) وهو أحد التخصصات الحيوية المهمة التي تنسجم مع رؤية مملكتنا الغالية 2030, تلك الرؤية الطموحة التي تحمل في طياتها ركائز تنموية, وأهدافًا إستراتيجية, ومبادرات بنائية.. تتعلق بشكل مباشر بتطوير المدن وتحسين بيئتها العمرانية.. تأخذ بالطبع بعدًا مهمًا في التخطيط الحضري الشامل.