أن يكون هناك لقاء متميز من جوانبه كافة يُحتكم إليه في الحراك الأدبي والثقافي وتحديدًا الإعلامي فيما يخص الشاعر الشعبي في توثيق راقي يليق بمرحلة الشعر الشعبي كجزء لايتجزأ من الأدب الشعبي، فذلك ما يجب الإشادة المنصفة فيه -كحق مستحق- يصب في مصلحة كل ما من شأنه الإضافة لمعين المختلف المتميز عن شبه السائد مع الأسف للقاءات لا تضيف إلا أسماء تحضر وكأنها غائبة تفعيلًا لمقولة - وبضدها تتميز الأشياء - وعليه فإن لقاء الإعلامي المتميز الأستاذ عبدالله المديفر في برنامج (الليوان) عبر قناة روتانا خليجية مع الشاعر المتميز ياسر التويجري اتصف بالتالي: أولاً: الوطني: حيث أثار المُحاور بمهنيته العالية ما للشعر الشعبي الوطني من دور مُشرّف في تجسيد الولاء، والوفاء، واللحمة الوطنية، ووحدة الصف، وهذا ما أكدّه الشاعر الضيف متحدثًا بحياد موضوعي وإنصاف ومنظور نقدي عن شاعر الوطن خلف بن هذال وما يربطه به من صداقة وتخللت اللقاء لقطات لصور تجمعهما، وكذلك أشاد الضيف بشاعر الوطن مشعل بن محماس وقال إنه شاعر كبير وله أسلوبه الخاص الذي يميزه، وإضاف أن خلف بن هذال ومشعل بن محماس كل منهما شاعر وطن كبير يعتد بهما الجميع. كما أشاد بشاعرية الأمير بدر بن عبدالمحسن الفذة، وقال إن تفرده في كل أغراض الشعر على امتداد عقود من الزمن شكّل واجهة مشرّفة للشعر في المملكة العربية السعودية سواء على صعيد القصيدة المتميزة أو الأغنية، مضيفاً أن له في القصيدة بصمته التي لا تشبه غيره البتة. ثانيًا الاجتماعي: تحدّث الشاعر بثقافته العالية عن دور الشعر الشعبي وصلته بكل مناحي الحياة كصنو للشعر الفصيح وضرب أمثلة عدة دقيقة، كما تحدّث عن أغراض الشعر الشعبي واللبس والخلط في بعض المفاهيم مزيحًا الصورة الضبابية التي انجلت في اللقاء بين ( الشعر، والنجومية) وما لكل منهما وعليهما بتفصيل منطقي موضوعي بمنتهى الشفافية. ثالثاً الثقافي: كان هناك تشخيص عميق لأكثر من داء عانت منه الساحة الشعبية حينًا بسبب محدودية ثقافة البعض، وبدافع ضغينة البعض وتصرفاتهم حينًا آخر مما أوجب المكاشفة والمواجهة لأن - الرصد أول خطوات العلاج - وهو ما يُحسب للضيف والمستضيف في اللقاء، حيث تفرّع الحوار لجوانب شتى منها ماهية الشعر بين أن يكون منتجًا حضاريًا وثقافيًا أو أداة تكسُّب، وبين تاريخ القصيدة الشعبية وتمرحلها، ومدارس الشعر الشعبي وصلة القصيدة الشعبية بالأغنية من أكثر من زاوية، أيضًا تخلل اللقاء حديث عن مواقف حصرية للشاعر مع أدباء ومثقفين وإعلاميين مثل عثمان العمير، وأنيس منصور، وسمير عطالله وغيرهم يُشار للذكاء المتقد وسرعة البديهة وخفة الروح للشاعر ياسر التويجري في ثنايا الحوار وهي جزء من الكاريزما التي منحه الله إياها مقترنة بموهبته في الشعر كشاعر جزل متمكن من كل أغراض الشعر احتكامًا إلى نصوصه الشعرية الغنية عن التعريف للشعراء والنقاد والمتذوقين والمتابعين في آن واحد، لهذا فإن هذا اللقاء أحرج مواقف آخرين في برامج مماثلة لم تضف جديدًا للمتابع إلا أسماء عنوانها (كثر الشعراء وقل الشعر) أو (وفسّر الماء بعد الجهد بالماء). ** **