حاولت على مدى أسبوع كامل أن أعبر عن فقدان من هو لي في مقام والد وأخ وصديق، وكلما جردت قلمي لأبوح بما في صدري اختلطت مشاعري بالذكريات فتنسكب دموعي من عيناي ويعتريني حزن شديد رحمة الله عليك وعفا الله عنك وغفر لك. هو حياة ومدرسة في الإعلام، ورجل أعمال مميز ومتميز بعد أن غادر عمله في الإعلام في جريدة الجزيرة وحقق من خلالها مسيرة ناجحة يتذكرها الجميع من خلال أول لقاء وتحقيق صحفي له كان مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حين كان -رعاه الله- أمير منطقة الرياض وبعدها صنع وأسس البنية الأولى لأحد أعمدة الاقتصاد الوطني وهو مجال المعارض والمؤتمرات وصاحب أول مؤسسة سعودية تحصل على ترخيص في هذا المجال في عام 1996م. وأنجز منها العديد من المؤتمرات والمعارض الداخلية والدولية وفي أكثر من مجال إنه روح وخلق وبحر متلاطم من الجود والعطاء، وهو الصديق للجميع والحكيم في المشورة والمبادر في فعل الخير والمتلمس لكل إحساس من حوله، إنه الغيور على دينه ووطنه بعقل الفكر والمنطق الداعم لكل موهبة والمتحمس لكل نجاح والحريص على الإنجاز والمنجز، عمل بدقة واحتراف وكان الحنون على ذويه والفنان في التعليم والتعامل لكل من يعمل معه في إدارته، عاشق النجاح ورائد التحديات، تتلمذت على يديه وتحت إدارته الكثير من الشباب، وهو قائد فطن موجه صادق وذو نظرة ثاقبة يقرأ ما بين السطور ويفهم لغة الوجوه ويبادر في التوجيه حسين بن سعد الفراج -رحمه الله- أبو فيصل كما يحب أن ينعت، هو رامتان المعارض والمؤتمرات، أخي الذي لم تلده أمي، دعائي لك ما حييت ورحمة الله أسألها لك كلما صليت، وكلماتك العذبة من مسمعي لن تزول، وابتسامتك من عيني لن تغيب، أخي وحبيبي لن أوفيك جزاء صنعك معي، فالله يجازيك خير الجزاء على ما قدمت لدينك ووطنك ومحبيك وإلى جنات الخلد بإذن الله، ولقد صبرت على ما كتبه الله لك وسلمت لأمره، واحتسبت، والله يوفي الصابرين أجورهم، اللهم اجمعني به في جنتك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. عزائي فيه أن له أبناء سوف يحملون الراية من بعده ويكملون المسيرة. ** **