أعاد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تشكيل فلسفة الاستثمارات الحكومية الأحادية، إلى الشراكات العالمية المحققة لأهداف التنمية والاستثمار، وبخاصة في المدن الحديثة المستهدفة بالتطوير؛ كما هو الحال في مدينة نيوم الذكية؛ وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 ذات العلاقة بالطاقة المتجددة، وتعزيز المحتوى المحلي والاستثمارات النوعية وربطها بمنظومة تقنية حديثة تستلهم مدخلاتها من الآفاق المستقبلية. مستقبل الطاقة والمياة، أحد القطاعات التسعة المستهدفة في مدينة نيوم، ومن الطبيعي أن تكون الطاقة المتجددة بأنواعها في مقدم متطلبات المستقبل، التي لا يمكن الاستغناء عنها، والمتوقع أن تكون المنافس القوي للطاقة الأحفورية، خصوصًا أن الهيدروجين المزمع إنتاجه في نيوم يشكل أحد أنواع الوقود المؤثر في مستقبل قطاع النقل العالمي. دخول نيوم قطاع الهيدروجين العالمي، بمشروع ضخم تبلغ تكلفته 5 مليارات دولار؛ وبشراكة عالمية مع «إير بروداكتس» و»أكوا باور» يكشف عن أبعاد مهمة، ومنها تنفيذ الوعود الحكومية التي قُدِمَت حين الإعلان عن «نيوم»، بجعلها مدينة خضراء صديقة للبيئة، وتفعيل دور الاستثمارات المشتركة مع القطاع الخاص الذي سيكون له الدور الأكبر في تنفيذ مشروعات المدينة الذكية، ونقل تقنيات الطاقة المتجددة، ودعم الشركات الكبرى السعودية وإعطائها فرصة تنفيذ المشرروعات محليًا، وأعني شركة «أكوباور» التي أثبتت كفاءتها العالمية في مشروعات الطاقة المتجددة وبأرخص التكاليف؛ إضافة إلى الجوانب البيئية ومتطلبات «المدينة الخضراء» التي تستهدفها نيوم في جميع مشروعاتها، وبخاصة الطاقة؛ حيث يساهم المشروع في الحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يقرب من ثلاثة ملايين طن سنوياً. إضافة إلى ذلك فدخول شركة عالمية باستثمارات ضخمة تؤكد أن المملكة ما زالت جاذبة للاستثمار ومحل ثقة المستثمرين، برغم المتغيرات الاقتصادية العالمية وتداعيات جائحة كورونا التي أثرت على تدفق الاستثمارات بسبب ضبابية المستقبل. كما أن المملكة وبهذا المشروع الضخم تسهم في رسم مسار مستقبل الطاقة المتجددة. إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر للأسواق العالمية، بالإضافة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح؛ سيعزز من مكانة المملكة في توليد الطاقة الخضراء على وجه الخصوص، وكونها مركزًا رئيسًا للطاقة العالمية، كما يؤكد سعيها الدائم في تطوير تقنيات الطاقة المتجددة بهدف الحد من الانبعاثات الضارة، وهو أمر تمارسه أيضًا في إنتاجها الطاقة الأحفورية وإعادة تدوير الكربون، للحد من إنبعاثاته الضارة على البيئة. إنجاز المشروع بحلول العام 2025 يعزز من استكمال مدينة نيوم في وقتها المحدد، فالطاقة أهم مكونات المدن الحديثة، والمشروعات الاقتصادية بأنواعها. أجزم أن إطلاق مشروع توليد الطاقة المتجددة، واستخدام التقنيات الحديثة لتوليد الطاقة المتجددة بأنواعها الصديقة للبيئة في نيوم، سيجعلها لاعبًا رئيسيًا في سوق الهيدروجين العالمي مستقبلاً، كما أنها تمثل مرحلة مهمة من مراحل التطوير النوعية التي ستقدم «نيوم» مستقبلاً، كوجهة دولية رئيسة لخلق الحلول المستدامة، وجذب المستثمرين والتقنيين والشراكات العالمية الباحثة عن المستقبل.