تمثّل وسائل الإعلام ضرورة من ضرورات الحياة المعاصرة.. لكن البعض استغل منصاتها المتعددة لترويج بضاعته الفاسدة في بث الكثير من الأكاذيب والإشاعات. الإشاعة هي تلك الأخبار الزائفة التي يتناولها الناس، وتنتشر بين العامة بسرعة هائلة.. تغيب عنها المصداقية، وتفتقر للمصدر الموثوق. ويتفق العالمان ألبورت وبوستمان على أن شدة انتشار الإشاعة يعتمد على عاملين رئيسيين هما: أهمية موضوعها، وغموض المعلومة حولها! لذلك نلحظ أن مطلقي الشائعات يعمدون إلى أخذ جزء من الحقيقة والكثير من التزييف والكذب في ظل وجود هالة من الغموض حولها، حتى يمكن لهذه الشائعات أن تلقى رواجاً. وللإشاعة آثار متفاوتة في تأثيرها على المجتمع.. تبدأ من إحداث بلبلة، وتنتهي بتدمير أمة! وهذا ما يفسر ملاحقة الأجهزة المسؤولة في الدولة - حفظها الله - لمطلقي الإشاعات ومروّجيها، وتقديمهم للعدالة، وذلك للحد من تأثيرها المادي أو المعنوي على المجتمع وحمايته من أولئك المرجفين. لكن المؤسف في وسطنا الرياضي أنه يعج بالإشاعات.. ولا تستغرب إن رأيت شخصاً معروفاً يقوم بإطلاق إشاعة وينشرها بين الجماهير، دون أن يكون لذلك الفعل أي تبعات. مشاهير وإعلاميون معروفون يتبنون تلك الأكاذيب ويكرسونها من أجل تحقيق مصالح ضيّقة جداً، والهدف لا يتعدى إحداث بلبلة أو التأثير على سمعة منافس أو التقليل من منجزاته. أحدهم ادّعى أن هناك اتفاقاً ما.. بأن يكسب الهلال منافسة ملعب الجامعة مقابل إنهاء الدوري بلا تتويج! وآخر يدّعي أن بطولات النصر موثَّقة من الاتحاد السعودي بعد أن رفعها النادي لاتحاد الكرة، رغم أن أمين عام الاتحاد في ذلك الوقت قد نفى هذه المعلومة..إلّا إذا كان المقصود بالتوثيق هو ختم (الوارد) على ذلك الخطاب! يرددون أن الهلال دُعم بمليار ريال ونصف من أجل تحقيق الآسيوية، رغم أن الهيئة نفت هذا الخبر من أعلى سلطة فيها.. بل إن ما حدث الموسم الماضي هو تأخير مخصصات لاعبي الهلال مقارنة بمنافسيه. كثيرون أكدوا أن الدوري سيلغى ولم يبق إلا إصدار القرار في محاولة يائسة للتشويش والضغط على قرارات الجهات المسؤولة. هذا غيض من فيض.. ولم نلحظ ردة فعل الجهات المسؤولة في الهيئة واتحاد الكرة واتحاد الإعلام الرياضي لوقف مثل هذه الممارسات التي تُحدِث الفوضى والتشكيك في المنظومة الرياضية والأندية. إن استمرار مثل هذه الممارسات سيؤدي إلى تعطيل الحركة الرياضية وسيقتل روح المنافسة الشريفة ويخلق بيئة طاردة، ويكرّس لمفاهيم رديئة في الوسط الرياضي. نقطة أخر السطر أتمنى من الجماهير ألّا تنجرف خلف المرجفين (الجدد) ومطلقي الشائعات.. هؤلاء يبيعون الكذب ويتلاعبون بعواطف الجماهير بدمٍ بارد، دون إدراك منهم لخطورة ما يقومون به من ترويج لبضاعة مُزجاة.