اليوم العالمي للطيور المهاجرة يحتفل العالم سنوياً باليوم العالمي للطيور المهاجرة، وهذه المناسبة جاءت بعد موافقة الدول الأطراف في اتفاقية المحافظة على الطيور المائية المهاجرة بين أفريقيا وأيوروآسيا (أوروبا وجزء من قارة آسيا) أو ما تسمى اختصاراً «اتفاقية الأيوا»، خلال مؤتمرهم الثالث في السنغال عام 2005م، بهدف زيادة الوعي بأهمية الطيور ودورها بالنظام البيئي، وتم اختيار نهاية الأسبوع الثاني من شهر مايو من كل عام ليكون يوم الاحتفال بيوم الطيور المهاجرة. وتاريخ هذا اليوم يتوافق مع الفترة التي تعود فيها الطيور المهاجرة لمناطق تناسلها، وقد بدأ أول احتفال بهذا اليوم على مستوى القارات القديمة الثلاث (آسيا وأوروبا وأفريقيا) في عام 2006م. ومع النجاحات التي حققتها هذه الاحتفالية حول العالم خلال السنوات الماضية، فقد تم في العام 2017 إقرار مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأنواع المهاجرة (CMS) والاتفاقيات الفرعية المنبثقة عنها بزيادة يوم آخر لأجل الاحتفالية بالطيور المهاجرة خلال السنة اعتباراً من العام 2018، وقد اختير نهاية الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر ليكون اليوم الثاني للاحتفالية. وفي كل عام تقوم سكرتارية اتفاقية الأيوا مع منظمات وجمعيات حماية الطيور بالعالم باختيار شعار للاحتفالية بهذا اليوم، وعادةً ما يرتبط الشعار بمواضيع مهمة لها علاقة بحماية الطيور المهاجرة، قد تكون قضية بيئية مبنية على نتائج دراسات علمية أو مواضيع برزت في أروقة الاتفاقيات البيئية الدولية، ويتطلب حلها زيادة الوعي بأهمية هذا الموضوع للمحافظة على الطيور المهاجرة وتعريف المجتمع بهذه المواضيع والمهددات التي تواجهها هذه الطيور أثناء رحلتها الطويلة بين القارات والبلدان، وكذلك لجذب الانتباه للدور الحيوي للطيور المهاجرة، وأهمية المحافظة عليها، وفي هذا العام كان موضوع الترابط الذي يجمع الطيور المهاجرة بكل ما يتعلق بمسار هجرتها هو محور الاهتمام، وعليه اختير شعار «الطيور تربط عالمنا» Birds Connect Our World. الطيور تربط عالمنا أكدت الدراسات الحديثة الدور البيئي للطيور بشكل عام والطيور المهاجرة بشكل خاص وارتباطها بالمناطق والشعوب التي تمر عليها خلال هجرتها، فصقر الأميور يهاجر آلاف الأميال إلى جنوب أفريقيا ليتغذى على أكثر من 2,5 تريليون نملة بيضاء وأعداد لا تحصى من الحشرات الأخرى كالجراد الصحراوي، لينقذ العديد من المحاصيل الزراعية هناك من براثن الحشرات الضارة، ولتكون الفترة التي يمضيها هناك جزءا مهما من اقتصاد البلاد الزراعي، ينتظر وصوله المزارعين بشوق، فنجاح الموسم الزراعي يعتمد بعد الله على هذه الطيور المهاجرة. تمثل هذه الخدمة البيئية المجانية لهذه الطيور المهاجرة ترابطا بيئيا واقتصاديا مهما للبشرية، ناهيك عن الرابط الإنساني والثقافي في حياة الشعوب: فقد ألهمت ألوان ريش الطيور الفنانين ليبدعوا في رسوماتهم والأدباء في قصصهم وأشعارهم وأصحاب دور الأزياء في تصميماتهم زادت من ثراء الثقافة البشرية. ومن الروابط الأخرى التي كونتها الطيور المهاجرة الرابط العلمي والثقافي بين باحثين وعلماء عملوا في مجال حماية الطيور المهاجرة، وكونوا صداقات تعرفوا خلالها على ثقافات وبلدان مختلفة من العالم. لقد منَّ الله علي لأرى وأعيش أشكالاً من الترابط مع الطيور من أجملها ما ربطني بالنسور، فمعها اعتنق الإسلام على يدي طالب إنجليزي خلال إشرافي على دراسته للنسر الأسمر بمنطقة تنومة، ليصبح بعدها داعية دخل على يديه العشرات للإسلام، ليكون لي استثمارا رابحاً لآخرتي (عَنْ سَهْلِ بن سعد رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَليًّ بن أبي طالب رضي الله عنه «فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم»... متفقٌ عليهِ)، وهذا نسر الأذون الذي قضيت معه ثلاثة عقود أتابع معيشته وتحركاته، نلت درجتي العلمية التي جمعتني بعلماء من ثقافات مختلفة، تَعلْمت منهم وعَلْمت، اخْتَلفْتُ معهم واتْفَقْت، تَشَاركْنا الفَرحْ والحُزْنْ كل ذلك في محبة وإعجاب بهذه الطيور وشموخها. ولأجسد لكم هذا الترابط أسرد لكم من خلال منبر جريدة الجزيرة قصتي مع أنثى لنوع آخر من النسور، منتشر في قارات العالم القديم، ويتكاثر لدينا وتأتي مجموعات منها للمملكة إما لقضاء الشتاء أو عابرة خلال فترتي الهجرة الخريفية والربيعية، إنها «أم قشعم المصرية أو النسر المصري أو الرخمة» والتي أعتقد أنها يمكن أن توضح أشكالا عديدة من الترابط المقصود في شعار هذا العام لليوم العالمي للطيور المهاجرة، ولها الفضل بعد الله بتعرفي بعلماء وثقافات من دول مختلفة خلال سنوات ماضية، ويمكن أن تجسد مفهوم هذا الشعار لعام 2020م «الطيور تربط عالمنا». الترابط العلمي المعرفي بدأت رحلتي مع أم قشعم المصرية في شهر مارس العام الماضي (2019م)، وذلك خلال مشاركتي ضمن وفد الهيئة السعودية للحياة الفطرية بورشة عمل بالمملكة الأردنية الهاشمية، في أحد الفنادق على ضفاف شواطئ البحر الميت تحت عنوان «الطيور المهاجرة ومشاريع الطاقة»، بهدف مناقشة المهددات والحلول التي تواجه الطيور الجوارح المهاجرة عموماً والنسور المصرية على وجه الخصوص، وأسباب تناقصها خاصة تلك التي لها علاقة بمشاريع الطاقة من تكهرب وتصادم بأعمدة وخطوط الكهرباء ومراوح توليد الطاقة من الرياح. لقد جمعت الورشة باحثين من 12 دولة، يتوزعون بين دول البلقان ودول عربية من الشرق الأوسط وأخرى أفريقية وكذلك أوروبية ضمن مشروع لايف مُمَوّلْ من الاتحاد الأوروبي، ورعاية المكتب الإقليمي لمنظمة البيردلايف إنترناشونال بالشرق الأوسط. الكل حضر ليدلي بدلوه ويخرج ما لديه من أخبار عن حالة طيور النسور المصرية في بلده. وصلت لقاعة الورشة مبكراً وذلك لأحجز مكاناً بالقرب من شاشة العرض لأتمكن من مشاهدة العروض المرئية المقدمة. لم يكن بالقاعة عند وصولي سوى شاب ذو ملامح أوروبية يجلس على طاولة في طرف القاعة منشغلاً بحاسوبه، ما أن اخترت مكاني وجلست على الكرسي المواجه لشاشة العرض حتى بدأ الشاب يرمقني بعينه ليقف بعدها ويتقدم نحوي مبتسماً، ليلقي التحية الصباحية بلغة إنجليزية ذات إيقاع تدل أن اللغة الإنجليزية ليست لغته الأصلية، جلس بكرسي مجاور وبدأ الحديث بالتعريف بنفسه قائلاً: أنا فولن أركوماريف من بلغاريا، وأعمل بالجمعية البلغارية لحماية الطيور، وأعمل في مشروع لايف لحماية النسور المصرية... وأنت! عرفْتُه بنفسي وعملي وبدأنا نتبادل أطراف الحديث، كان يسألني عن نسر الأذون (Lappet-faced Vulture) ووضعه بالمملكة، وعن محمية محازة الصيد وحلمه بزيارتها لمشاهدة هذه النسور المهيبة في حجمها والجميلة في منظرها، وأنا أسأله عن النسور المصرية في بلغاريا والتي بدأت أعدادها بالتناقص بشكل كبير بمعظم دول البلقان بشكل ملفت للنظر، وصل تقريبا لحوالي 80% خلال الثلاثين سنة الماضية، كما أشار أنه من خلال مشروع لايف الممول من الاتحاد الأوروبي تم متابعة 43 نسراً مصرياً بواسطة أجهزة المتابعة لمعرفة مسار هجرتها والمهددات التي تواجهها، منها 26 ثبتت على نسور مصرية برية و17 لنسور جلبت من برامج إكثار بالأسر، وأن أحد النسور البرية التي ثُبت عليه جهاز متابعة في أثيوبيا خلال الشتاء فاجأنا بمغادرته أثيوبيا ليصل إلى منطقة عندكم بالسعودية قرب مدينة بيشة، ويبدو أنه يتكاثر عندكم بالسعودية. في أثناء حديثه دخل علينا صديقنا شريف الجبور من مكتب البيردلايف، والذي كان ينتظره فولن من وقت مبكر لتجهيز المحاضرات التي ستلقى خلال الورشة والتأكد من عمل أجهزة العرض ليتوقف حديثه عن النسور المصرية، ليقف ويتحدث بلهجة مهذبة ليعتذر لي ويطلب مني الاستماع لمحاضرته خلال الورشة فهي ستجيب على معظم أسئلتي، لكني لم أتركه يذهب حتى يفيدني عن هذا الموضوع! فما ذكره غاية بالأهمية لنا ويطرح تساؤلات عديدة: فهل لدينا نسور مصرية تهاجر إلى أفريقيا لتقضي الشتاء هناك؟ وهل هي فعلاً تتكاثر بالمملكة؟ فطلبت منه ومن أخي شريف دقيقة فقط لأعرف قصة هذا النسر الذي وصلنا من أفريقيا، ابتسم فولن وقال لي باختصار ليس لدي معلومات أكثر، لكن تحركات هذا الطائر تدل على أنها أنثى تتكاثر عندكم بالسعودية وحقيقة نحتاج لتعاونكم والعمل سوياً على ذلك. الترابط الثقافي (أم قشعم المصرية في اللغة العربية) ما هي إلا لحظات من بعد أن تركني فولن حتى بدأت القاعة تعج بالمشاركين وتتعالى أصواتهم بلغات ولهجات مختلفة، ميزت منها بعض الكلمات منها اسم النسور المصرية الذي تردد كثيراً في أرجاء القاعة وبلغات مختلفة، نظرت للوجوه من حولي وفي داخلي أقول: سبحان الله ... إن كل واحدٍ من هؤلاء يرتبط بقصة وتجربة في حياته مع النسور المصرية، والكل أتى ليتعلم من تجارب الآخرين، ويتحدث عن تجربته ليستفيد الآخرون منها، الكل يبدو سعيداً وينتظر بشغف بدء أعمال الورشة ليزيد لما في جعبته من المعرفة عن هذه الطيور، وأنا أحدهم، أتلهف لسماع ما سيقدمه الآخرون والتعرف على تجربتهم مع النسور المصرية، خاصة من فولن وما سيقوله عن رحلة هجرة أم قشعم وأخواتها عبر المملكة. لازال هناك متسع من الوقت قبل بدء أعمال الورشة لاحتساء كوب من القهوة التركية والتي فاحت رائحتها داخل القاعة، توجهت لمصدر الرائحة لأجد زملاء وإخوة من الدول العربية، ليبدأ حديث جميل بيني وبينهم عن النسور المصرية وما ذكر بالكتب العربية القديمة عن النسور المصرية، حيث أخبر الجاحظ في كتابه «الحيوان» أن العرب يسمونها «الأنوق»، كما ذكر مسميات وكنى أخرى لها: كأم جعران وأم قيس وأم كثير، كذلك ضربوا بها المثل في كتم الأسرار أو استحالة حدوث الشيء فقالوا «أبعد من بيضة الأنوق»، وهذا تشبيه لاستحالة حدوث الشيء أو الوصول إليه، فموقع أعشاش هذه النسور في مناطق منحدرات جبلية وجروف يصعب الوصول إليها. ويطلق بعض أبناء البادية على النسر المصري اسم العِلَيّا والرّخْمَة، ولا أعرف ما يقصد بالأول لكن ربما يرجع لارتفاع أعشاشها، أما الثاني (الرخمة) أعتقد أنه بسبب تغذيتها على النفايات حيث توصف بالكسل من جراء تغذيتها على الفتات من طعام النسور الكبيرة، وهذا عكس ما يراه علماء السلوك بأنه من الطيور الذكية، لقدرة أفراده على استخدام أدوات من البيئة للحصول على غذائه، فهي تستخدم الحجارة لكسر بيض النعام، فتلتقطها بمنقارها ومن ثم تُلْقِيها بشدة على البيض لتكسره أو لِتُحْدِثَ ثُقبٍ بها ومن ثم الحصول على المادة الغذائية بداخلها، وهذا يعتبر تطورا في السلوك باستخدامها الحجارة كأداة. كما ذكر لنا زميلنا من السودان أن العرب يسمون أنثى النسر بأم قشعم والذكر قشعم، وقد أُعجب الجميع بهذا الاسم وصرنا نتداوله طوال فترة الورشة للإشارة للنسور المصرية قائلين «أم قشعم المصرية». الترابط في برنامج إعادة توطين أم قشعم المصرية ما أن دقت الساعة التاسعة صباحاً حتى بدأت أعمال الورشة، تعاقب المتحدثون ليبدأ المضيف بالحديث ثم المسؤول عن متابعة المشروع ثم الراعون للورشة، وأخيراً جاء دور فولن البلغاري ليتحدث عن تجارب إعادة التوطين وتقييم أفضل التقنيات لإعادة التوطين للنسور المصرية والتي جلب أفرادها من برامج إكثار بالأسر، والتي تمثل شكلاً من أشكال الترابط والمهم لجودة العمل ونجاحه، ففي برامج الإكثار لإعادة التوطين للبرية للأنواع المهددة بالانقراض، من المهم جلب الطيور من مصادر مختلفة، وهذا يتطلب وجود روابط مع برامج الإكثار لهذا النوع للحصول على أفراد لتغذية القطيع وراثياً، حتى لا تحدث طفرة مستقبلاً، وهذا قدم لنا نموذجاً لقصة نجاح في برامج إعادة التوطين في جبال بلغاريا. كما أن تجربة إعادة التوطين يمكن أن تقدم شكلا من الترابط المعرفي واكتساب الخبرة، فمثلاً الاستفادة من تطبيق تجربة إيطاليا والتي اعتمدت على تأخير إطلاق النسور في الأسر إلى حين أن تبلغ سنتها الثانية أو الثالثة، وعليه فإن تجربتها في بلغاريا ساعدت في تأكيد نجاح هذا الاختبار. لقد ضمت تجربة إعادة التوطين أربعة فراخ لنسور مصرية في سنتها الأولى: ثلاثة منها إناث جلبت من حديقة حيوان براغ بدولة التشيك أطلق عليهم أسماء (بوليا الجزيرة أكاجا الجزيرة بويانا)، والرابع ذكر جلب من حديقة حيوان جيريز بمملكة أسبانيا (بانتلي)، وذلك عام 2017م، حيث وضعت في مسيجات مناسبة في نفس المنطقة المخصصة لإعادة التوطين بالقرب من قرية أوتوكانيتسا (Otochnitsa)، بالجنوب البلغاري. وفي شهر مايو من عام (2018م) تم إطلاقها لتعود للبرية، ويوافق هذا التاريخ عودة النسور المصرية البرية للمنطقة بعد رحلة طويلة من مناطق تشتيتها لتبدأ مرحلة التناسل ورعاية الفراخ، وقد اختير هذا الوقت ليعطي فرصة لهذه العواتق للتعلم من الطيور البالغة، وكذلك لتبني قدرتها الجسمية لتستطيع لاحقا أن تخوض تجربة الهجرة لأول مرة في حياتها. وقد أكد فولن خلال محاضرته على أهمية المتابعة الدقيقة للأفراد التي يتم إعادتها للبرية، حيث استخدم المشروع أجهزة متابعة عبر الأقمار الاصطناعية تُثَبَّتْ على ظهر النسور المصرية لمتابعة تحركاتها القصيرة والطويلة، وهذه الأجهزة دقيقة جدا في تحديد الموقع حيث لا تتعدى نسبة الخطأ حوالي 10-20م، ويتم إرسال الإشارات مباشرة بواسطة نظام الاتصالات للجوالات (GSM) في حالة وجود شبكة للاتصالات، أما في المناطق التي لا توجد فيها تغطية لشبكة الجوالات فتقوم بتخزينها بذاكرة ترسلها عند مرورها ضمن نطاق شبكة اتصالات. وقد لوحظ من خلال المتابعة لهذه الطيور أنها في الفترة الأولى من إطلاقها للبرية كانت تزور منطقة التغذية التي تم توفيرها للنسور داخل منطقة الإطلاق، مع تحركات لمسافات قصيرة تصل إلى 15 كم، حتى جاء وقت الرحيل والهجرة فبدأت «أكاجا» بالمغادرة في 25 من شهر أغسطس 2018م، تحركت شرقاً لتعبر مضيق البسفور بتركيا متابعة بمحاذاة البحر حول تركيا ومنه لسورية وغرب العراق، لتحلق بعدها فوق وطني الحبيب السعودية وتنعطف بعدها غرباً وتسلك مساراً على امتداد ساحل البحر الأحمر، لتصل اليمن وتعبر من خلال مضيق باب المندب للقارة الأفريقية لتقضي الشتاء هناك بأثيوبيا بعد أن قطعت 5600 كم في 28 يوما بمعدل 200كم في اليوم تقريباً. في النصف الثاني من شهر سبتمبر غادرت بويانا وبوليا (إناث) وبانتلي (الذكر)، ليخوض كل واحد منها تجربة مختلفة في عالم مجهول عليهم، وليواجه كل واحد منهما مصيره منفرداً، غادرت بويانا أولا واتجهت نحو جنوب اليونان لتقطع 500 كم فوق البحر الأبيض المتوسط، لتصل ليبيا وهذه تعتبر مسافة طيران كبيرة فوق البحر، لتستمر رحلتها وتستقر في منطقة بين تشاد وشرق النيجر لتقضي فيها فترة الشتاء ولا تزال هناك حتى يومنا هذا، قاطعةً حوالي 4600كم في 33 يوماً. أما الذكر «بانتلي» بالرغم من تحركه قبل بوليا وبويانا، لكنه تحرك في بداية رحلته لمسافة بسيطة قطع 117 كم، لكن مع موسم الهجرة التالي تحرك عبر تركيا ليكمل هجرته لأفريقيا وهو الآن لازال في منطقة جنوب غرب تشاد. أما أم قشعم -بوليا- محور قصتي لهذه المقالة فسوف أسرد رحلة هجرتها بالجزء الثاني من هذه المقالة لأعرض أشكالاً من الترابط، حدث بعضها في وطني الغالي المملكة العربية السعودية، لتكون نموذجا لتجسيد مفهوم الترابط المقصود بشعار اليوم العالمي للطيور المهاجرة. يتبع ** ** مستشار بالهيئة السعودية للحياة الفطرية - عضو هيئة التدريس بقسم الأحياء، كلية العلوم، جامعة الطائف - عضو اللجنة العلمية الاستشارية لمذكرة التفاهم للمحافظة على الطيور الجوارح والبوم المهاجرة بين أفريقيا وأوروبا وآسيا