أيها الناس مارسوا الإيجابية والتفاؤل، وثقوا بأن ما سيأتي أفضل، وبأن الغد سيكون جميلاً وبهياً، واعلموا بأن النظرة السلبية وسوداوية التفكير غير منتجة وليست لها فائدة، بل هادمة للحياة وكاسرة للعزيمة ومثبطة للهمة، لا تقنطوا مطلقاً ولا تيأسوا، عيشوا الفرح، وأحيوا بالأمل، واعلموا بأن الحياة كفاح وعبادة وعمل، ينجح فيها المثابر والمجتهد، ويرسب فيها المتقاعس والكسلان، تطلعوا نحو الغد بعين اليقين والإيمان والثبات، واشعروا بأن كل ما يأتي سيكون حسناً وجميلاً، تفاءلوا بالخير دائماً، لا تتشاءموا ولا تتطيّروا، دعوا رئاتكم تتنفس السعادة والهدوء، واتركوا أرواحكم خالية إلا من الحب والرضا، وازرعوا في قلوبكم الطمأنينة المطلقة، لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تهامزوا ولا يغتب بعضكم بعضاً، لا تتعاتبوا كثيراً، واتركوا الغيبة والنميمة، وسوء القول، وفحش العمل، تعاملوا مع بعضكم البعض بنية صافية، ومنطق نبيل، وقول أمين، أوفوا بالعهود والوعود، وانفروا من الغش والتدليس والكذب والبهتان، غضوا الطرف وتغاضوا عن كثير من الأمور والمواقف والأحداث، لا تنبشوا الماضي الدفين أبداً لا تنبشوه، ولا تنكأوا الجراح القديمة، ولا تمارسوا جلد الذات، وتأنيب الأنا، لا تحرثوا الرماد فربما ينبعث من خلاله الشرار فيتطاير ويسبب الحريق، ابتعدوا عن المستنقعات فليس فيها سوى المياه الآسنة والطحالب والضفادع والروائح الكريهة، تعلّموا من أخطائكم ولا تصروا عليها فالعاقل من يتعلّم من أخطائه ويرعوي، اختاروا أصحابكم بدقة وعناية فائقة، فالصاحب الأمين سند ومعين، والصاحب الرديء يورد إلى المهالك، ويجلب المشاكل، اغتنموا الفرص فالفرصة الطيبة إن ضاعت لا تعود، تحسسوا المتعففين من الفقراء والمحتاجين والأرامل والمساكين وابحثوا عنهم في دهاليز الظلام، اقضوا حوائجهم بالكتمان، شاركوهم آلامهم وأحزانهم، وازرعوا أنفسهم بالبهجة والفرح والسرور، واعلموا يقيناً بأن الله سوف يجازيكم الجزاء الأوفى نظير أعمالكم النبيلة هذه، مارسوا التسامح والتغافل واعملوا بهما، فأثرهما عظيم، وتبعاتهما جليلة، ونتائجهما باهرة، ثم اعلموا أيها الناس بأن العمر قصير كأنه البرهة مهما طال، وبأن الدنيا مهما تزيَّنت وتجمَّلت وبان بريقها، وعلا شأنها، وتشعَّب أمرها، وتنوَّع شكلها، وأخذت زخرفها وحسنها وجمالها، فمصيرها الانتهاء والطي والزوال، وأن الآخرة دار القرار والخلود الأبدي، فاعملوا فيياتكم ببياض التعامل والعمل، وطيب الصحبة والمعشر، ونقاء الظاهر والباطن، وقوام السلوك والأخلاق، كما يجب وينبغي، اتركوا بعد رحيلكم طيب الأثر، وحسن الذكر، لكي يقول الناس عنكم بعد رحيلكم ثمين الكلام، وجميل الرواية، وحسن الثناء، وجليل الدعاء، غفر الله لي ولكم.