إن دين الإسلام دين يسر وسهولة، ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى بالستر والعفو والصفح وبعض رجال الحسبة قد أخطؤوا الطريقة الموصلة إلى هدفهم، إما لقصد معرفتهم بالمقاصد الشرعية إلى هدفهم، وإما لتغلب طباعهم وغرائزهم على علمهم، وإما لكونهم لهم أغراض أخرى كالظهور والغلبة ومحبة الاستيلاء قال تعالى في محكم كتابه العزيز: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران الآية 104) انظر أخي قدم الله سبحانه وتعالى الأمر بالمعروف والدعوة إلى الخير على النهي عن المنكر وقال تعالى {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة 185) وقال تعالى {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (الحج 78)، ونهى عن الغلو والتكلف والغلظة وأسبابها وتتبع عورات وهفوات المسلمين، وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (إن الدين يسر ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة). وفي صحيح مسلم قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا}، وفي الحديث الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( إياكم والظن إن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا)، متفق عليه وفي الحديث الذي رواه أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم تتبع الله عورته ومن يتتبع الله عورته يفضحه في بيته) رواه أحمد وأبو داود وهو حديث حسن.