ما قبل كورونا ليس كما بعده..!! هكذا يردد الكثيرون، بمن فيهم بعض القيادات الكبرى بالدول؛ فقد تنبه الجميع إلى أن خارطة التعاملات وأساليب العيش والصرف المادي عليها أن تكون أكثر دقة في تقييم المخاطر؛ الأمر الذي سيولد «تخطيطًا» اقتصاديًّا حذرًا، عنوانه الأبرز «لا للمجازفة»!! يقول «جومي رورس»، رئيس مجموعة «ميديابرو» المالكة لحقوق البث التليفزيوني في الدوري الإسباني: «إذا لم ينتهِ هذا الموسم بشكل طبيعي، وباستكمال كل المباريات، فستفقد 30 % من الإيرادات، وستخسر كرة القدم الأوروبية أكثر من 7 مليارات يورو، وهو أمر لا يمكن أن يحدث». الفيفا قرر منح الاتحادات الكروية «211 اتحادًا» مبلغ 150 مليون دولار ضمن خطة إنقاذ للمساعدة في مواجهة التأثير الاقتصادي لوباء «كوفيد-19». الاتحاد الآسيوي كان السباق في تهيئة خطط خارطة طريق أوضاع مسابقاته عبر منهجية «القرار الجماعي»، وفوق ذلك تم صرف جميع المدفوعات المعتمدة ضمن برنامج المساعدات المالية للاتحادات الوطنية (AFAP) بصورة عاجلة لضمان دفع رواتب الموظفين والمدفوعات التعاقدية الأخرى دون أي تأخير؛ وهو ما دفع الفيفا للإشادة بالخطوة الأولى في زمن كورونا. في ميادين كرة القدم يتفاوت حجم تأثير كورونا، وإذا ما تكلمنا عن قارتنا «الكرة الآسيوية» فالأمر مختلف على اعتبار أن غرب القارة يعتمد على «الصرف» الحكومي، بينما شرقها يتنوع بين الشركات الكروية والأندية شبه الحكومية، لكن الأمور تبدو في الغالب «غير مقلقة» على اعتبار أن كرة القدم بالنسبة للدول ضرورة وليست ترفًا..!! ما الذي تعلمته «آسيا» من هذه الأزمة؟؟ كيف ستكون آسيا ما بعد كورونا، الغارقة بتفاوت الجغرافيا بين شرق وغرب القارة؟؟ يمكن الحديث اليوم بصوت مسموع عن ضرورة وجود مجلس استشاري لروابط كرة القدم بالقارة، يرتبط بلجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي، ويقوم بمهمة إيصال صوت الأندية التي تحت لوائه؛ فالأزمة التي شهدت اجتماعات مع الاتحادات وممثلي الأندية وإدارة ولجنة المسابقات في قطر والإمارات وماليزيا، وعبر الاتصال المرئي، تحتاج إلى توحيد الجهود والأصوات، وعدم التشتت على اعتبار أن المسابقات الكروية تتبع للروابط التي من أساسياتها الحفاظ على مصالح الأندية التابعة لها. إنشاء المجلس الاستشاري «هو نواة لإنشاء لجنة روابط الأندية المتصلة بإدارة ولجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم مستقبلاً حيث الحاجة لتوحيد الخطط، وإعطاء روابط الأندية حيزًا أكبر في التعامل القاري، وكذلك كسب ولائها وانتمائها للقارة بمقاسات نظامية دقيقة، تحفظ للكيان الآسيوي قراره، وتعطي للروابط حيز الوجود القاري. لن أستعرض نماذج دولية أو قارية؛ كونها معروفة، لكن من المهم أن ينطلق الاتحاد الآسيوي من نقطة البداية «الاستشارية» وصولاً إلى ترسيخ عمل الروابط وفق النظام الأساسي بمواد وبنود محددة، تضمن تأسيسًا لحقبة التكامل الذي سيضفي متانة اقتصادية هائلة، خاصة أن التسويق هو أحد ملفات روابط الأندية الأساسية. وكونها ترتبط باتحادها القاري فسيعطيها قوة أكبر وثقة أفضل للتعامل في هذا المجال. الأمر لا يعني إطلاقًا تحييد عمل الاتحادات الكروية، أو محاولة أخذ حصتها التمثيلية في صناعة القرار القاري؛ لأن الاتحادات في الأصل هي المظلة الرسمية الأولى للمخاطبات والتنسيق والتمثيل في كل اللجان التي من بينها المسابقات صاحبة القرار المباشر. الواقع أن لروابط الأندية في القارة حقًّا في أن تكون متصلة باتحادها القاري الذي عليه أن يعينها، ويدعمها، ويقربها، ويسعى لتطويرها، ووضع أنظمة وتشريعات لضمان التوسع والتطور الكروي بثبات، ووفقًا لخطط واضحة ونظامية، تضمن حدود وصلاحيات ومساحات عمل الروابط قاريًّا. الروابط الكروية قادمة لا محالة.. فقط يحتاج الآسيوي لوضع أنظمة تحدد مسارها وحدودها. والبداية تنطلق من «المجلس الاستشاري» لحين الوصول لإكمال وجودها بشكل ناضج ومتين.