أعادتني الأحداث الجارية في مدينة منيابوليس العاصمة الاقتصادية لولاية منيسوتا الأمريكية لأكثر من ثلاثين سنة حيث تلقيت تعليمي الجامعي في ثمانينيات القرن الميلادي المنصرم في هذه الولاية التي تقع في الشمال الغربي للولايات المتحدةالأمريكية وهي متنوعة بطقسها، حيث تمر بها جميع فصول السنة الأربعة كما ورد وصفها بالكتب، وهي ولاية جميلة بطبيعتها شديدة البرودة شتاءًا ممطرة في الربيع معتدلة في الصيف وفي الخريف تتساقط أوراق الشجر الصفراء في رونق تطرب له النفس وتشجى له القلوب، وتحتوي الولاية على عشرة آلاف بحيرة أكبرها ليك كالهونا على حدود كندا وحيث تسكن في الولاية تكون بجوارك بحيرة فيها، وقد عشت في هذه الولاية لفترة تناهز نصف العقد وهي تعد من أجمل فترات حياتي، حيث تعلمت الكثير وكسبت من الخبرات ما هو كافٍ لخوض غمار الحياة بفكر مستقل ورؤية تتأصل فيها مبادئ شرقية شامخة صقلتها الغربة والانفتاح على ثقافات أخرى. أنا لست بصدد الحديث عن مقتل جورج فلويد والتي أشعلت الشرارة في منيابوليس ولكن يعز علي أن أرى المدينة الحالمة والجميلة بأهلها وطبيعتها تنكسر تحت وطأة الاحتجاجات وما يتبعها من أعمال تخريب ونهب وقد أعادتني هذه الأحداث إلى جامعة اقزبرج حيث تعلمت وإلى السيدرسكوير ذلك البرج الشاهق بالارتفاع حيث سكنت وكل شبر وطأت عليه قدمي في أيام مضت ولم يبق منها إلا الذكرى الجميلة. ولمن لا يعلم تقع بجوار منيابوليس مدينة سانت بول العاصمة الإدارية للولاية وهما مدينتان متلاصقتان يطلق عليهما التوزن سيتز. أهل منيسوتا في معظمهم من أصول اسكندنافية أو ألمانية ولكن يبدو أن التركيبة السكانية قد تغيرت في منيسوتا كحال معظم الولاياتالأمريكية. وفي الختام أقول يعز علي أن تنكسري منيابوليس بسبب أزمة عابرة، أبقي منيابوليس صامدة فقد وعدت أبنائي بزيارة لربوعك بعدما تزول كورونا وتزول عنكِ أزمة مقتل جورج فلويد. ** **