يدٌ مباركة وأخرى للعطب، يدٌ للسحرة وأخرى للملوك والصالحين، فكيف ليدٍ أن تكون أكثر من يد ؟ أما اليمنى؛ تغنى بها العرب في الثناء وفي النقاء وفي اليقين، فقالوا ذراعي ويدي وعيني اليمين، وفي معظم لغات العالم مثل الإنجليزية اليمين «الصحيح والسليم» هذه اليد التي تعطي وتزرع وتورق بالياسمين، فكلّ أم وكل حبيبة كلتا يديها يمينٌ لا شمال لها. فما بقي لليسرى؛ إلا أن تقلب الموازين! عبقرية اينشتاين وجمال مارلين مونرّو وسحر بيتهوفن وموزارت على مفاتيح البيانو، هذه اليد التي رسمت لوحات تكعيبية لبيكاسو وموناليزية ل ليوناردو، ونحتت منحوتات بشرية ل مايكل انجلو، وفي صمتْ.. رفعت قبعة تشارلي تشابلن فضحك الجميع! ما بين يدٍ وأخرى، ما بين اليقين والسحر طفل أعسر يشتمه البشر في تايلاند وإفريقيا والصين، بأنه مسٌ ورجس من الشياطين. في عالمٍ لليمين لا يراعي آلام اليسار، ينقصه أن يصنع نسخة يسارية من الجيتار والمنشار والمقص والساعة ولوحة المفاتيح وكرسي طبيب الأسنان ومقاعد الجامعة، هناك فرق جسيم لم يكن له اعتبار. في النهاية بقلبٍ عاشقٍ مستهيم يحل نزار المسألة، يختار اليدين الاثنتين وما بين البين يكتب قصيدته عن اليدين : «لستُ ضد يديكِ المرفهتين المدلّلتين ولا أفكّرُ - حين أكونُ معهما- بأيّ مشاعرَ طبقية» ويرد عليه الأندلسي عمارة اليمانيّ «يد الشكر والمحامد أرض ويد الفضل والجميل سماء» فهل ما بين اليمنى واليسرى كما بين الأرض والسماء؟ ** ** - أثير الأحمد [email protected]