معرفتي وعلاقتي بالأخ العزيز سعود العثمان -رحمه الله وجعل الجنة مثواه- ليست وليدة عمله ومعرفته بالأمير الأخ فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز؛ فقد لا يعرف الكثيرون أن المرحوم بدأ حياته العملية من خلال الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى أن انتقل للعمل بصفة خاصة مع سموه الكريم، وحظي بثقته ودعمه، وظل ملازمًا له حتى أصبح أقرب المقربين له، وشخصية ناجحة في مجال خدمته وعمله. وقد تعاملت معه عن قرب منذ زمن، وأدركت أنه شخصية مميزة، تختلف عن الآخرين؛ فهو من الأشخاص النوادر القلائل الذين كسبوا رضا الجميع وحبهم وودهم بصمته وهدوئه ووقاره وحكمته، وساعده -بلا شك- على ذلك كرمه وطيبته، وحب عمل الخير للناس، والوقوف معهم، وقضاء حوائجهم وخدمتهم قدر استطاعته وصلاحياته، وذلك بوفاء منقطع النظير بروح طيبة ونفس (سمحة)؛ وهو ما أسهم في أن تتواصل علاقته الجيدة مع معظم الرياضيين رغم تركه العمل باتحاد القدم. وقد توج كل هذا السلوك بتعامل فريد، يتسم بالحماس والإخلاص والوفاء والولاء؛ وهو الأمر الذي مكّنه في فترة وجيزة من أن يكون عونًا وسندًا وساعدًا أيمن لسمو الأمير فيصل الذي وجد فيه الشخص المناسب والأمين على العمل، والمؤتمن على خصوصيته، والحريص على إنجازه في انسيابية تامة، ديدنه في ذلك محبته لسموه، وكونهما رفيقا درب واحد منذ الصغر، ويرتبطان بعلاقة شخصية حميمة، وصداقة عظيمة، ورفقة طويلة، توجت بوداع حزين وفراق أليم غير متوقع، ولكن هذا قضاء الله وقدره، رضينا بحكمه، ونافذ فينا أمره، وصدق القائل سبحانه {... وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. وجبر الله مصاب أخي الأمير فيصل الذي تعتبر خسارته فيه مضاعفة؛ فقد خسر برحيله الأخ والزميل والسند والعضد ومَن يكتم الأسرار ويفي بالوعد ويصون العهد.. ولا غرابة في ذلك؛ فمثلك يا سعود يُفتقدون، وعلى رحيلهم الناس يحزنون. كما أسأل الله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان على فقدانهم ابنًا بارًّا بهم، وعونًا لهم على حوائج الدنيا ومتطلباتها بماله ووجاهته ومكانته. وأحسن الله عزاء أصدقاء المرحوم في فقيدهم الذي حتى وهو يفارق هذه الدنيا إلى الدار الآخرة يفضّل أن يظل كما هو في حياته، وأن يودعهم بهدوء وصمت دون أن يكلفهم بزيارة أو يزعجهم بآهات وصيحات المرض. كما نسأل المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يجعل الجنة مثواه، وأن يظله بظله يوم لا ظل إلا ظله، ولا رحمة إلا رحمته، ولا عفو إلا عفوه، وأن يتجاوز عنه، وأن يجمعنا به -إن شاء الله- في فردوسه الأعلى. والحمد لله -عز وجل- على ما كتب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ** ** المحب لك في الله