1 - يعرِّف «كانت» التنوير بأنه: عملية خلاص الإنسان من سذاجته التي جلبها لنفسه، وذلك عن طريق استخدامه للعقل دون أن يشوّه التعصب تفكيره.. كما عَرَّفه أيضاً بأنه: تجاوز الإنسان للقصور.. والقصور العقلي هو عجز الإنسان عن استخدام فهمه دون توجيه من الآخرين. 2 - بينما عرَّف آخرون العقول المستنيرة بأنها تلك التي تملك القدرة على هضم خلاصة القديم ومن ثم صبه في نماذج وقوالب معاصرة وجديدة.. وبالعودة إلى أصل تعريف التنوير نجد أنه إلقاء الضوء على المبهم من المواضع أو المواضيع وتنوير المعتم منها المائل عن درب المعتاد والسائد المعروف.. فالتنوير لا بد أن يكون مغايراً جديداً حديثاً. 3 - التنوير هو حالة فكرية.. ينجم عنها إضاءة ثقافية.. تقود إلى صعود قيم جديدة.. تؤدي نتيجتها إلى حراك اجتماعي.. أي أنه غير النهضة التي هي حالة مادية اجتماعية معيشية.. لها صلة بالبنى التحتية التي يملكها المجتمع واحتياجاته الأساسية التي توفرها حكومته والخدمات التي يحصل عليها نتيجة نهضته.. بمعنى أن التنوير وسيلة أما النهضة فهي نتيجة. 4 - ظهر مصطلح التنوير في القرنين السادس عشر والسابع عشر في أوروبا كتعبير عن الفكر ذي النزعة الإنسانية العقلية والعلمية والتجريبية.. وقد ساد الفكر التنويري أوروبا في القرن الثامن عشر بتأثير طبقة المثقفين -مثل (فولتير)- التي أخذت عن الفلاسفة العقليين مثل (كانت) و(ديكارات) و(سبينوزا). 5 - التنوير في الفكر الأوروبي يعني التحرّر من التعاليم والعادات الموروثة التي تم القبول بها على أساس سلطة ما.. كما يعني إعادة صياغة الحياة على أساس من النظر العقلي والبحث العلمي. 6- التعريف المعاصر للتنوير هو ارتباط المعرفة العملية بالمعرفة العقلية.. وأن تكون لديك الشجاعة على استخدام عقلك.. فالسير عكس المعتاد والسائد مركب خطر لا يُقْدم عليه إلا الشجعان.. لأن التنوير هو الوعي باللحظة الراهنة لحظة الصدق ومواجهتها. 7- التنوير هو تسليط الأضواء على حالة أو صفة أو شكل أو ممارسة أو جسم أو فكر.. فترى كل التفاصيل بوعي وفهم وإدراك.. يدفعك لاتخاذ موقف. 8 - كتب (كانت) في مقال «جواب عن سؤال: ما التنوير؟» ولخصه في جملة واحدة: (كن جريئاً في إعمال عقلك). 9 - الخلاصة أن التنوير يعني الجرأة في التفكير والجدة المعرفية والقدرة النقدية للذات والفكر والعقل.