يثبت وطننا على الدوام، بأنه وطن الطموحات والمستقبل، وطن الرؤى الاستباقية، وطن السياسات والمبادرات المبتكرة، وطن القدوة في الانتصار على الأزمات، بل والسير بها إلى الإيجابية الفريدة المليئة بالفرص، كما يثبت أن نهجه في وضع الإنسان على رأس الصدارة في التعامل مع أي طارئ ورسم الخطط هو البوصلة الصحيحة؛ للتغلّب على التحديات أيّاً كانت، ومواصلة البناء على الإنجازات والمكتسبات التي تحققت. هذا النهج الطموح هو الذي حمى، ولا يزال، مجتمعنا منذ بدء إعلان الطوارئ في العالم بسبب فيروس كورونا المستجد، حمى المجتمع من شيوع المرض، كما حماه من الهلع والخوف، إضافة إلى الحصانة الاقتصادية الكبيرة التي جاءت عبر مبادرات متتالية ومؤثِّرة، وآخرها ما أعلنه معالي وزير المالية، وزير الاقتصاد والتخطيط المكلَّف الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، مؤخراً، من تخصيص ما يزيد عن 70 مليار ريال لخطة دعم اقتصادية شاملة موجَّهة لمساندة القطاع الخاص وبخاصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة والأنشطة الاقتصادية الأكثر تأثراً تهدف إلى احتواء تداعيات الوباء. المخصصات الاقتصادية تهدف إلى إعفاءات وتأجيل بعض المستحقات الحكومية لتوفير سيولة على القطاع الخاص ليتمكَّن من استخدامها في إدارة أنشطته الاقتصادية، إضافة إلى برنامج الدعم الذي أعلنت عن تقديمه مؤسسة النقد العربي السعودي للمصارف والمؤسسات المالية، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بمبلغ 50 مليار ريال في المرحلة الحالية، وهي توفر مساندة حيوية لقطاعات الأعمال، وتضمن دعم الجميع في مواجهة هذا الظرف الاستثنائي، للسير قدماً في تنفيذ الخطط البنائية والتنموية، في وقت يشهد العالم كله تداعيات أشبه ما نصفها بالكارثية بسبب شيوع وباء كورونا المستجد، الذي قام بتعطيل محرِّكات الاقتصاد في المدن الصناعية والتجارية المهمة في العالم. فقد شكَّل اغتنام الفرص، وابتكار أفضل الحلول، ووضع الخطط للتعامل مع المستجدات والأحداث الطارئة، عماد الإستراتيجية التي انتهجها هذا الوطن، تماشياً مع رؤية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، والتي رسَّخت مكانة المملكة نموذجاً للدول المتقدِّمة التي تحقق طموحاتها عبر فكرها الاستشرافي، وعملها الدؤوب الذي يسابق الزمن، والسرعة في المبادرة والاستجابة، لتقديم الحلول الاستباقية التي تذلِّل الصعوبات والتحديات، التي قد تقف في وجه مسيرة نموها. وقد عبَّر سمو ولي العهد -حفظه الله- في أحد تصريحاته سابقاً: «لسنا قلقين على مستقبل المملكة، بل نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً، قادرون على أن نصنعه -بعون الله- بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها عليها». وهو ما يهدف إليه وطننا اليوم ليضمن ريادته. ووطننا اليوم لديه القدرة على مجابهة كافة التحديات أياً كان نوعها بكل جدارة واقتدار، وهو اليوم ماضٍ بعزيمة وإصرار لتحقيق أهدافه الطموحة. ** **