ألقت جائحة كورونا بظلالها على مسابقات كرة القدم حول العالم، فتوقفت الدوريات وهجرت الملاعب وتأثرت بذلك الكثير من القطاعات التي تجني من جماهير الكرة الكثير من مداخيلها وتعتمد عليها في أنشطتها، ولعل الهاجس الأكبر الذي يشغل تفكير الرياضيين حول العالم هو مصير الدوريات بين إلغاء النتائج واعتبار الموسم لم يكن أو انتظار تحسّن الوضع العام ومن ثم استئناف دوريات وبطولات العالم سواء في كرة القدم أو غيرها من الرياضات الجماهيرية ككرة المضرب والسلة وسباقات الفورميلا ، ولعل الصعوبة في إلغاء الموسم أو تتويج المتصدر في كل الدوريات تكمن في أن الجولات المتبقية أقل بكثير من المنتهية مما يعزِّز منطقية استكمال الدوري وعدم إهدار جهد الفرق التي تنتظر تحقيق البطولة بشكل رسمي كليفربول الذي يتصدر الدوري الإنجليزي بفارق 25 نقطة عن وصيفه مانشستر سيتي ، ونظرياً ليفربول هو بطل الدوري، حيث لا يحتاج سوى 6 نقاط من أصل 27 نقطة متاحة أمامه في 9 جولات متبقية، ولذلك فليس من المنطق وأد حلم ليفربول بالتتويج بالدوري الذي يغيب عن خزائنه منذ عام 1990م! وفي دوري الدرجة الأولى الإنجليزية يتصدر ليدز العريق قائمة المتضرّرين من إلغاء الدوري - إن حدث - والذي يتصدره ليدز بفارق جيد مع بقاء 9 جولات من الموسم السادس عشر على التوالي لليدز وهو بعيد عن دوري أندية الممتاز! في إيطاليا عاش لاتسيو موسماً رائعاً جعله ينافس على اللقب الذي حققه للمرة الأخيرة عام 2000م أي قبل عشرين سنة من جائحة كورونا التي قلَّلت من حلم تحقيق الدوري لفريق العاصمة الإيطالية. وفي الباحة يعيش نادي العين عصراً تاريخياً جعله يتطلع من حلم الصعود للدوري الممتاز للمرة الأولى في تاريخ النادي مع تصدره لدوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى الذي أوقفته كورونا قبل عشر جولات من نهايته المنتظرة لفريق العين الذي يتمنى أنصاره أن يكون فريقهم أول فريق في تاريخ منطقة الباحة يصل للدرجة الممتازة في كرة القدم السعودية! على النقيض من أمنيات جماهير عين الباحة يتمنى محبو عميد الأندية السعودية ألا يستكمل الدوري الذي قد يكون الاتحاد في نهايته بديلاً لعين الباحة في دوري الدرجة الأولى كحدث تاريخي غير منتظر لمحبي أحد أعرق أندية آسيا الذي يقبع في المركز الثالث عشر قبل ثماني جولات من النهاية الكاملة للدوري الذي يأمل محبو الهلال والنصر التتويج المبكرر بذريعة التصدر الحالي للهلال أو تصدر الدور الأول للنصر وهي تعليلات غير منطقية ومن الغباء منح اللقب لأي فريق قبل نهاية مباريات الموسم، وقانون كرة القدم يقول إن البطولات يفترض أن تستكمل ليكون التتويج رسمياً أو تستأنف في ظروف مناسبة حتى يكون للمنطق وجود في ظل صدارة ليفربول وليدز والعين وفرق أُخرى في مشارق الأرض ومغاربها يهمهما استكمال الموسم الذي ينتظره ويعتمد عليه صعود فرق وهبوط أُخرى مع اقتراب الدوريات من نهاياتها.