تحولت العقود الآجلة للنفط الأمريكي لأقرب استحقاق أثناء التعاملات أمس إلى سلبية للمرة الأولى في التاريخ مع امتلاء مستودعات تخزين الخام وهو ما يثبط المشترين، بينما ألقت بيانات اقتصادية ضعيفة من ألمانيا واليابان شكوكا على موعد تعافي استهلاك الوقود. ومع نضوب الطلب الفعلي على النفط ظهرت تخمة عالمية في المعروض بينما لا يزال مليارات الأشخاص حول العالم يلزمون منازلهم لإبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد. وهبطت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط للتسليم في مايو 55.90 دولار، أو 306 %، إلى ناقص 37.63 دولار للبرميل بحلول الساعة 18:34 بتوقيت غرينتش، فيما تراجعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 9.2 %، إلى 25.43 دولار للبرميل. وهوت أسعار النفط الأمريكي، إلى مستويات متدنية غير مسبوقة، في سابقة تاريخية، تعكس أجواء أسواق النفط وفائض المعروض. وفي تعليقه على هذا الانهيار قال الخبير بشؤون الطاقة أنس الحجي في مقابلة مع «العربية» إن هذه الخسائر عبارة عن «خسائر تجارة براميل ورقية وليست حقيقة ومضاربين». وأشار إلى أن قرب نهاية عقود شهر مايو التي تنتهي اليوم الثلاثاء ويجب أن ينتهي المضاربون من عملهم هذا بحلول هذا اليوم ولهذا حصل التراجع غير المسبوق. وأشار إلى أن خفض أوبك+ سيبدأ بأول شهر مايو، وهو غير مرتبط كثيرا بتداولات خام غرب تكساس الذي يعد مؤشرا إقليميا مناطقيا. وقال الحجي: إن «كل ما يجري من أسعار هو شيء مالي وعلى الورق وفي الواقع قد لا نجد كميات كبيرة من النفط الحقيقة قد بيعت بهذه الأسعار».