في هذه الأيام لا صوت يعلو على صوت «فايروس كورونا» المستجد المسبب لمرض (كوفيد 19) والتطورات التي صاحبت اجتياحه للعالم.. الشعوب بالعالم تترقب حالات ازدياد وتناقص الحالات ونسبة التشافي والوفيات.. جميع الأوساط الاجتماعية تترقب يومياً تواتر الأخبار وتطايرها عبر وسائل الإعلام.. في خضم هذه المعمعة ووسط هذا التخوّف تسيَّدت المملكة العربية السعودية المشهد.. وأقرَّت السيادة السعودية موعد انعقاد «القمة العشرين» الافتراضية.. كان يوم الخميس ال 2 من شعبان من عام 1441ه الموافق 26 من شهر مارس من عام 2020م كان يوماً عالمياً استثنائياً.. عقدت القمة العشرينية عن بعد واستخدمت التقنيات والاتصال الفضائي وبشكل مباشر وكان الأمر في غاية السهولة.. في السعودية جميع الظروف لعقد اجتماع عن بعد في متناول الجميع وقد يكون الأمر سهلاً جداً إن كان أطراف الاجتماع موجودين بالسعودية والاجتماع يخص وزارة أو جهة رسمية سعودية.. في الحقيقة أنا توقّعت أن يكون هناك حراك رياضي على غرار القمة العشرين.. وتوقعت أن تكون هناك اجتماعات عدة للاتحادات الرياضية مع وزارة الرياضة واتحاد القدم مع لجانه والأندية المحترفة بالدرجتين.. الواقع الرياضي «المعلَّق» نظراً للخطوات الاحترازية ضد جائحة «كورونا» يفرض وجود هذه الاجتماعات من وجهة نظري.. التراشقات الإعلامية اليومية في البرامج الرياضية التي وصلت لحد الإسفاف والتزييف، بل أحياناً للنزول لمستوى لا يليق بالمتابع.. التدخل من مسيري الرياضة بهذا الوقت هو أولوية حتمية لإيقاف الهدر الإعلامي المسيء لرياضتنا يومياً.. هناك عدة مواضيع تركت على السطح دون البت فيها كتوثيق البطولات للأندية وجدولة باقي جولات دوري المحترفين ودرري الدرجة الأول واحتمال إلغاء الدوري وغيرها من الأمور الجدلية كتحديد بطل الدوري والهابطين والصاعدين.. أنا أجزم أن هذه الأمور والمواضيع الجدلية والتي لا يتسع فضاء المتابع الرياضي لتركها عائمة إن كان هناك حراك تجاهها سيكون هناك حلول جذرية ومنطقية مرضية للجميع.. وسيكون هناك متسع من الوقت لتحقيق الأهداف المرجوة وجعل وسطنا الرياضي أكثر إيجابية.. الحراك الرياضي في ظل هذه الظروف سيملأ الجزء الفارغ من كوب الرياضة الذي شوِّه بإفرازات التعصب الرياضي والتضليل الإعلامي وأدخل الممل في عقل وقلب المتابع الرياضي في ساعات الحجر المنزلي المفروض على معظم مناطق المملكة وأكبر مدنها.. العمل على تجهيز «مطبخ رياضي» على طريقة القمة العشرينية الغرض منه التواصل والاجتماعات عن بعد لتقريب وجهات النظر والنقاشات التطويرية بين اللجان وإيجاد الحلول الجذرية لمشاكل الأندية.. المطبخ الرياضي يجب أن تكون مهامه تصب في مصلحة الرياضة السعودية وأنديتها المتنافسة والإجابة على التساؤلات والتأويلات الإعلامية والجماهيرية.. قشعريرة غريب هذا السكوت على التجاوزات الإعلامية المخجلة المستمرة يومياً! غريب هذا السكوت عن التشويه السمعي والبصري للمشاهد والمتابع الرياضي الكريم! ** ** - محمد الخيبري twitter