بقاء آلاف الأطباء السعوديين في الخارج لمُشاركة الدول التي يدرسون فيها (مهمة) مواجهة جائحة كورونا والتخفيف من آثارها، مواقف إنسانية تستحق الفخر والإشادة، فقد أثبت هؤلاء شجاعتهم وفروسيتهم في مواجهة (كوفيد-19) في مُختلف دول العالم، فهم أشبه بالمُقاتلين في الصفوف الأمامية الذين رفضوا التولي يوم الزحف، وثبتوا صامدين في وجه (كورونا) لحماية الإنسانية ومُساعدة المرضى، ومد يد العون والرعاية لكل من يحتاجها في تلك البلدان التي يتعلمون فيها، ليعكسوا بذلك الدور الإنساني والريادي لبلدهم المملكة العربية السعودية التي قدَّمت كل العون والمساعدة للبشرية للحد من انتشار (الفيروس)، وليحصد أطباؤنا التقدير والثناء من مسؤولي تلك الدول التي بقوا فيها، ومن شعوبها التي رأت في الإنسان والطبيب السعودي صديقاً وفياً، وشريكاً حقيقياً، ورفيق درب لهم في هذه المعركة والمحنة، بل مثال للبذل والتضحية والعطاء في زمن عزَّ فيه العمل الإنساني والتعاوني. ما يقوم بها هؤلاء الأطباء الشجعان ليس عملاً فردياً يتيماً، ولا مبادرات واجتهادات شخصية مُستغربة، بل تصرف نبيل وإنساني يعكس المبادئ السعودية والعربية والإسلامية التي تربينا عليها جميعاً، من النخوة والفزعة والبذل والمُساعدة (كأخلاق أصيلة) يتحلَّى بها السعوديون في كل أوقاتهم ومختلف ظروفهم. أزمة (فيروس كورونا) ما زالت تكشف للعالم كل يوم جوانب جديدة تعكس مدى إنسانية السعوديين، واهتمامهم بالإنسان ورعايته وضمان كرامته وسلامته دون الالتفات إلى جنسه أو جنسيته أو دينه أو عرقه أو حتى نظامية وجوده على أرض المملكة. أطباؤنا في الخارج يقدِّمون الخدمة (كسفراء للإنسانية) وسط هذه الجائحة العالمية، وهم يحظون بتقدير حكومات وشعوب تلك الدول، مواقفهم لن تُنسى، وسيكسبون بها مزيداً من الخبرة لتطوير حياتهم المهنية بجانب أطباء العالم في مثل هذه الظروف العصيبة، بما يعود عليهم وعلى بلدهم بالخير والمنفعة، فرغم أنَّ المملكة فتحت الباب لعودة جميع مواطنيها من الخارج، إلاَّ أنَّ هؤلاء الأطباء بمُختلف تخصصاتهم استشعروا دورهم الإنساني الأكثر حاجة هنا، ففضَّلوا البقاء ليكتبوا (قصة نجاح إنسانية جديدة) للسعوديين في زمن (فيروس كورونا)، الذي غيَّر وجه العالم. وعلى دروب الخير نلتقي.