علمت نفسها بنفسها ولم تشتكِ الظروف.. لم تزدها صعوبة هدفها إلا رغبة في التحدي وبلوغ غايتها، حتى بلغتها بالفعل، وأصبحت من السعوديات المعدودات في مجالها الفني الذي اختارته لنفسها.. «الجزيرة أونلاين » تقابل «عاشقة البيانو» العازفة السعودية روان الدريس. * لماذا كان اختيار آلة البيانو من الأساس، فليست من الآلات المعتادة في الفن الخليجي؟ - اخترت البيانو لأني أحب الموسيقى الكلاسيكية، والبيانو يعتبر من أهم الآلات في هذا المجال. لم أكن أفكر في الفن الخليجي وقتها، كان تركيزي على الكلاسيكي والمقطوعات المشهورة. * من الهواية للاحتراف، حدثينا عن تجربتك؟ وأبرز محطاتها؟ - بدأت في المرحلة الثانوية، وتعلمت كل شيء في البداية بنفسي. واجهت صعوبة في التوفيق بين دراستي وتعلم البيانو؛ لأنه شيء جديد ومختلف، ولم تكن عندي خلفية عنه، أو كيف يمكنني أن أبدأ وأتعلم. لكن بدأت بقراءة الكتب وتعلم مقطوعات مختلفة، وساعدني يوتيوب كثيراً، والحمد لله أكملت دراستي الجامعية وما زلت أعزف وأتعلم بيانو. * ماذا عن مشاركاتك الخارجية أم أنك تقصرين حضورك على المملكة؟ - حالياً جميع مشاركاتي داخل المملكة، لكن إن شاء الله أعمل على أن تكون هناك مشاركات خارجية. * اليوم بعد عقد تقريباً من انطلاقتك، هل وصلتِ إلى مرحلة تحقيق طموحاتك أم لا؟ وما معايير التحقق عندك؟ - قراءة النوتة كانت من أهم الأهداف عندي، والحمد لله بعد جهد وعمل متواصل استطعت أن أحقق الهدف وأصبحت أقرأ النوتة. * هل تعزفين على آلات أخرى غير البيانو؟ وهل لديك نية لتجاوز العزف إلى آفاق أخرى؟ - تعلمت فترة العزف على الغيتار، واستطعت العزف عليه، لكن لم أجد نفس الحب والشغف الذي أملكه للبيانو، فتوقفت عن تعلم الجيتار، وأنوي تعلم العزف على العود أو الكمان، لأنها من أحب الآلات إلي. * حدثينا عن أطرف المواقف وأيضاً أصعبها في طريق رحلتك الفنية؟ - من أجمل اللحظات لي عندما بدأت طفلة أخي الصغيرة في تعلم البيانو. فكانت دائماً تحاول أن تصبح مثلي، وبالفعل بدأت أعلمها، ثم انطلقت هي في تعلم الأغاني التي تحبها، وأصبحت قادرة على قراءة النوتة، وأنا فخورة بها وسعيدة جدًا. وأصعب المواقف، وأكبر عقبة كانت في بداية تعلمي البيانو، حيث لم أجد من يعلمني كيف أعزف، وما هي الأساسيات التي أحتاجها حتى أعزف. سمعت نصيحة أهلي ولم أستسلم، وبدأت أتعلم بذاتي، أقرأ وأبحث وأرى الكثير والكثير من الفيديوهات في يوتيوب، حتى سنحت لي الفرصة بعد عدة سنوات لأسجل في دورة بيانو، وبعدها درست في مدرسة موسيقى في أمريكا. * كيف كان انطباعك عن مهرجان «مدل بيست» الذي أقيم على مدار 3 أيام في الرياض بحضور عالمي كبير؟ وهل شاركتِ به؟. - لا لم أشارك به. أعتقد أنه كان حفلاً ناجحاً وقوياً. كان هناك حضور عالمي وجمهور خيالي، وكنت أتمنى أن أحضره. * ما الذي ينقصنا اليوم في المملكة حتى يكون الطريق ممهداً أمام هواة العزف على الآلات الموسيقية؟ وهل ترين غياب مراكز أو معاهد تعليم الموسيقى فرصة استثمارية مهدرة أمام القطاع الخاص؟ - لدينا المواهب والهواة والمحترفون في هذا المجال، ولدينا من يرغب وعلى أتم الاستعداد لأن يبدأ ويسلك هذا الطريق. لذا أعتقد المتبقي هو وجود المراكز والمعاهد الموسيقية لتسهيل التعليم ولتشجيع من يرغب بذلك. * بماذا تنصحين الراغبات في الانضمام لهذا المجال؟ - البدء بالعزف والتعلم الآن. لا فائدة من الانتظار لمن يُعلمك، كوني أنتِ معلمة نفسك لأنه لا شيء يستحيل في هذا الزمن، وكل شيء متوفر في الإنترنت.