تطواف جميل عاشه الحاضرون عبر المسيرة الوطنية الحافلة بالعطاء أكثر من أربعة عقود, جسدتها سيرة ومسيرة معالي الدكتور الشاعر (عبدالعزيز خوجة) ليلة الاحتفاء بشخصيته بحضور عدد من الأدباء والنقاد والمثقفين والكتاب والكاتبات, وذلك في (منتدى باشراحيل) في مكة «الثقافية» ارتأت تأجيل نشره ليتزامن مع هذا الملف المخصص لخوجة. عرج ليلتها بالحضور منذ نشأته بمكةالمكرمة وشرف جواره الحرم الشريف والنهل من مكتبات مكة تلك الفترة وعلمائها الأجلاء, مطلعاً الجميع على غرة طلعته والبساطة التي عاشها ومجايليه. بداية محطاته العلمية أشار أنها: دراسته في «كلية العلوم», ثم ابتعاثه إلى بريطانيا للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه, ليعود ويتدرج في عدة أماكن ومجالات خدمة لوطنه بعد رحلته العلمية: «كلية التربية» في مكةالمكرمة, ثم عمل وكيلاً في (وزارة الإعلام), للشؤون الإعلامية التي وصفها «النقلة الكبيرة» نظراً لعدم خبرته السابقة في مجال الإعلام, مشيداً في ذات الوقت بها, إذ مكنته التجربة الثرية التي سخر لها كل وقته وجهده وخبراته العلمية والعملية فاستفاد منها الكثير وزادت من معين خبراته ليتهيأ للعمل في محطات أخرى إعلامية ثقافية ودبلوماسية. ويستطرد خوجة: عادت إلى مكاني السابق أستاذاً بجامعة الملك عبدالعزيز بكلية العلوم -بعد ذلك- ثم أتت المحطة الثالثة في حياتي بعد الإعلام والتربية وهي: المحطة الدبلوماسية «سفيراً في تركيا». وأوضح أنه دخل عالمًا جديدًا محاطًا بأعمال كبيرة ومهام ومسؤوليات كثيرة تتجسد في العديد المهام والمهام المناطة بحاملي الحقائب الدبلوماسية سفراء الدولة. وعليه أن يكون من الواجبات ما يحتم أن يظل ملمًا بكل توجهات دولته بوصفه مسؤولاً عن أي كلمة يتكلم بها, مؤكدًا أنه تعلم الكثير في هذا الشأن, يشعر بمتعة كبيرة قضاها وهو يؤدي واجبه الوطني في خدمة قيادته وخدمة أبناء المملكة من خلال تسهيل أمورهم هناك، ثم يواصل العمل الدبلوماسي عندما عُين «سفيراً في روسيا ثم سفيراً في المغرب» المحطة الجميلة التي كتب فيها أجمل قصائده، ثم جاءت المحطة الرابعة عندما عين «سفيراً في لبنان», وكانت هذه الفترة, من أصعب الفترات وأجملها على حد قوله. بعد هذه المسيرة في «عالم الدبلوماسية» عاد مرة أخرى دكتور عبدالعزيز خوجة, إلى الإعلام, ثم صدر مرسوم ملكي بتعيينه «وزيراً للثقافة والإعلام» أنجز أشياء كثيرة خلالها, بدعم القيادة الرشيدة التي أولت قطاع الثقافة والإعلام اهتمامًا خاصًا فكان للمنجزات أن تتحقق في ظل الدعم اللامحدود وظهر للنور: قناة القرآن الكريم وقناة السنة النبوية، وغيرها. ولأن خوجة لا يحضر دون أن يكون الشعر حاضرًا, قرأ الشاعر المسكون بجماليات الفضاءات والمساءات المتفردنة بالدهشة والسحر وسجر أسماع المنتدى بسحر قصائده المكنوزة لذة المعنى ومسك القوافي.. الناقد «حسين بافقيه» في مداخلة أشاد فيها بمسير الدكتور عبدالعزيز خوجة جاء فيها «فيض الشعر لا يزال قوياً في هذه الروح الشاعرة» وأضاف يصف مسيرة خوجة: إنه لم ينقطع عن كتابة الشعر, وأن سيرته «أخذت طابع الأدباء لا الوزراء». فيما تحدث رئيس نادي جده الأدبي الثقافي «دكتور عبدالله السلمي» عن حياة خوجة الإبداعية والعلمية وخدمته للوطن في المواقع التي تولاها, واصفاً إياه «رجل دولة, وقامة وطنية, اتصفت بالإخلاص, لدينها ولقادتها ولوطنها». ** **