السفير الوزير الشاعر عبدالعزيز خوجة، الرجل المسؤول الذي يتميز بحضوره الجميل عملياً واجتماعياً وذهنياً سريع البديهة، في لقاءاتنا به (رؤساء للأندية الأدبية) كنا نناقش معه أموراً عملية نشتكي منها أو نطالب بها ونطلب تدخله شخصيا, ونجده مصغياً متقبلاً وفي النهاية نجده يدعم مطالبنا, ويوجه المختصين في الوزارة, تنفيذ ما يطلبه رؤساء الأندية الأدبية, بكل رحابة صدر. وأتذكر أحد المواقف التي تجسد مدى سعة أفق معالي الوزير الشاعر دكتور عبدالعزيز خوجة, ونظرته البعيدة ودبلوماسيته العالية, وتقبله لجميع الآراء ووجهات النظر ونظرته الملهمة خصوصًا حينما يتعلق الأمر في «ابنة الوطن», ومساهماتها في خلق وصنع المشهد الإبداعي السعودي, كان ذلك ضمن فعاليات (معرض الرياض الدولي للكتاب)، حينها كان الدكتور خوجة, وزيرًا للثقافة والإعلام, وعند اللقاء بجموع من الأدباء والمثقفين وبعد مداولات وعرض للآراء, ووجهات النظر والمقترحات, التي قدّمها عدد من الأدباء والأديبات والمثقفين والكتاب والكاتبات -وبعضها أسئلة محرجة- سألته إحدى الأديبات قائلة: نلاحظ عليك يا معالي الوزير عندما يطرح أديب أو مثقف عليك سؤالا, نراك تبدو متجهما! وعندما تسألك أديبة, تبدو مبتسماً وطلبت تفسيراً لذلك؟ فرد مبتسماً «أبتسم لأنني سعيد بوصول الأديبة أو المثقفة في وطني إلى هذا المستوى الراقي من الطرح الواعي». وحينما طلب منه رؤساء الأندية الأدبية في المناطق دعمهم في مطلب مقابلة ولقاء يجمعهم بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. عندما كان «وليًا للعهد»، وعدهم تحقيق رغبتهم فقال: أبشروا.. وفعلًا هذا ما تم -خلال فترة وجيزة- تشرفنا بلقائه يحفظه الله, والسلام عليه وكان لقاءً ودياً لا ينسى، استمعنا فيه إلى حديثه الشيق وتوجيهاته السديدة, وثقافته العالية واستشرافه للمستقبل، والدور الكبير الذي تقوم فيه المملكة في خدمة العالم العربي والإسلامي وما تقدمه بلادنا من دور بارز في القضايا كافة ومن بينها الجوانب الثقافية والاقتصادية والمكانة التي تحظى بها بلادنا بين دول العالم كافة. خلال فترة عمل معالي الوزير السابق دكتور عبدالعزيز خوجة, وجد الأدباء والمثقفون رعاية وعناية ساهمت في ترفيد المشهد الثقافي والإعلامي, وعُقدت ثلاثة مؤتمرات كبرى (مؤتمر الأدباء الثالث والرابع، وملتقى المثقفين الثاني) إضافة إلى ما شهدته النشاطات الثقافية, وحققته الأندية الأدبية من نقلة نوعية كبيرة نتيجة هذا الدعم والتحفيز والتشجيع للأدباء والمثقفين. ** **