في الأيام الماضية مرَّ (يوم الطبيب العالمي) الذي يختلف من بلد إلى آخر، ولكنَّه لم يحدث ضجَّة رغم أنَّ جميع أطباء العالم في (عين العاصفة) لمواجهة جائحة (كورونا)، والسبب أنَّ كل بلد يُحدِّد يوم الطبيب الوطني تبعاً للمُناسبات والأحداث الوطنية التي يتذكَّر فيها دور الطبيب في ذلك البلد، لناحية الاكتشافات العلمية أو المواقف الوطنية للأطباء، وزارة الصحة السعودية احتفت العام الماضي في 31 مارس 2019م بهذه المناسبة عبر فيديو (شكراً دكتور)، الذي كان وقعه جميلاً على الأطباء في المملكة، وأذكر حينها أنَّ عدة مقالات كتبت تتحدث عن تحديد أو تخصيص يوم للطبيب السعودي، للانتباه إلى دوره الذي يقدّمه، ومُحاولة تجويد وتحسين بيئة العمل وكادره الصحي، ورفع قدرته ومكانته أكثر لتتوازى مع ما يقوم به من عمل جليل لإنقاذ الأرواح والحفاظ على حياة الجميع. وزارة الصحة لن تجد أفضل ولا أهم ولا أنبل من ذكرى العمل الجليل الذي يقوم به اليوم الطبيب السعودي وفريقه الصحي (جميع المُمارسين الصحيين) لمواجهة أزمة (فيروس كورونا) والانتصار عليه -بإذن الله وتوفيقه- ليكون تاريخاً تتذكَّره الأجيال السعودية كل عام بكل فخر واعتزاز وتقدير لتقديم الشكر والاعتزاز، لذا أقترح أن تفكر الوزارة سريعاً في تحديد اليوم المناسب من بين الأيام التي نعيشها اليوم، ولا سيما أنَّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- قد خصَّ في كلمته التاريخية وزارة الصحة والعاملين فيها بالشكر والتقدير، مُثمناً الدور الإنساني الذي يقومون به في هذه الأيام العصيبة التي يمرُّ بها العالم أجمع. الأطباء والمُمارسون الصحيون في السعودية قدَّموا صورة مشرِّفة، وما زالوا يقومون حتى اليوم بأعمال جليلة ليعكسوا اهتمام الدولة ورعايتها لكل من يقيم على هذه الأرض الطيبة، فهم يستحقون الشكر والتقدير وأن نتذكرهم في مثل هذه الأيام من كل عام، بتحديد (يوم الطبيب السعودي) ليكون أيقونة لعكس ما عشناه في هذه الأيام، التي رغم ما فيها من صعوبة وخوف وخسارة وتحدٍ، إلاَّ أنَّها ذكرى تدعو كل سعودي للفخر والاعتزاز بصُنَّاع الأمل في بلدنا، وحائط الصد الأول في هذه المحنة الطبية العصيبة، والجيش السعودي الأبيض الذي ترجم جهود الدولة وأجهزتها، وعكس قيمة وأهمية الإنسان على هذه الأرض المباركة، فيما كانت حياته على المحكِّ في دول وأماكن أخرى. وعلى دروب الخير نلتقي.