قلب وباء كورونا مفاهيم الإنسان في كل أنحاء العالم لأنه أصبح مسألة لا تخص بلداً ولا وطناً ولا أمة ولا عرقية ولا ديانة، فهو وباء جائح يتصيَّد الإنسان بذاته وليس عنصراً من العناصر التي أشرت إليها سابقاً. ومن هنا فإن الكلام عندما يأخذ أي اتجاه عنصري أو عندما يحمل ما يوحي بالتشفّي أو السخرية أو المقارنه فإنه يعد نمطاً من التشفّي والشماتة التي تدلّل على أن قائلها غير سوي لأن هذا الوباء قد أصبح عالمياً ويفترض أن ينمّي الحس الإنساني، وأن يقرب الناس من بعضهم، ومن ثم يتألم الإنسان لما يحدث في إيران وإسبانيا وإيطاليا ودول كثيرة تفشَّى فيها هذا الوباء بشكل جارف، ويسعد بأن تكون الصين قد تغلَّبت عليه إلى هذه اللحظة الراهنة، ويسر أن هناك جهة عالمية ترعى تنظيم الأمور التي تتصل بمقاومته وهي منظمة الصحة العالمية. يجب أن نلقي وراء ظهرنا الخلافات السياسية والعقائدية عندما نفكر في هذا الوباء الجارف وأن نترقب دوماً الأخبار السارة التي تبشِّر بالبحث الجاد عن لقاح يقاومه أو وسائل تحد من انتشاره. وأدلِّل بالموقف الإيجابي الذي حمله خطاب خادم الحرمين الملك سلمان عندما وجَّه كلمته للمواطن وللمقيم دون تفرقة بين مواطن ومقيم وهو ما يدلِّل على الحس الإنساني الذي يجب أن نقتدي به في نظرتنا إلى هذه الجائحة التي تجتاح العالم. إن هذا الوباء سيكون له تأثير كبير في الإنسان إيجابياً عندما ينتهي وأهم هذه الإيجابيات أن هذا العالم لم يظهر إلا قرية صغيرة ويتطلَّب العيش فيها المحبة والسلام والتعاون لما فيه خير الإنسان.