صدق مثقفنا الجميل سعيد السريحي حين قال تصدير الجهل والتباهي به عبر مواقع التواصل الاجتماعي وليت الأمر توقف عند هذا لكن استكمالا لقراءتي في عدّة مقالات بثقافية الجزيرة أعود لسبر غور ما يسمّى (تُك تُك). المهم بداية الحكاية حدثت أثناء زيارة أحد الأقارب لنا وكنت أعرض عليه بعض ما كتبت عن مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يسمّيه د.إبراهيم التركي تواصل رقمي فقال ساخرا: يا فالح باقي في مواقع لم تشاهدها ! قلت له دهشا: وما هي يا ضيفي العزيز ! قلتها جازما وواثقا فإذا يبدأ يعرض عليّ ما يسمّى «تُكْ تُكْ» بادئ الأمر من مسماه بادر إلى ذهني تلك التي نشاهدها في شوارع القاهرة سيارات التك تك! لكن حين تابعته طيلة وجود ضيفنا ونحن نستعرض هذا الموقع الرقمي وجدت أني لم أكتب شيئا بعد عنه ! فماذا شاهدت، وجعلني أطير من مكاني مشمئزا ومتعجبا وعاضا على شفتي بقوة، ضاربا كفا بكف محوقلا ؟ أبصرتُ يا جماعة الخير.. أولا صلّوا على النبي. التُكْ تُكْ هذا موقع فيه الغث والسمين وهذا السمين بعيد جدا عن الياسمين، والحالمين، والراكضين إلى طيف الإبداع لا لا لا لا بل هو موقع يلهث خلفه مشاهير نصف حمْقى والنصف الآخر «تافهين» إلا ما ندر ! وهو باختصار عبارة في الأغلب الأعم تصدير التفاهة وعرض الخبالة أمام مرأى المشاهدين والأعجب حتى كبار في السن بلغوا من العمر عتيا وللأسف يتبارون في إرسال التفاهة والتباهي بها ! هذا يُقلّد طفلا يبكي، وذاك يشرح لعبة تحكي وهنا شبه أنثى ترفس أقصد ترقص وهناك استعراض غبي لا تعلم كنهه إلا أن تقول بعد مشاهدته «ايش التفاهة هذي؟!» والكثير من المتابعين مراهقون باتت هذه المواقع جلّ اهتمامهم وحديث مجالسهم الفارغة والسبب مَنْ؟ هؤلاء المشاهير الذين ليس لديهم أيّ محتوى سوى تصدير التفاهة، وهياط التقليد وأصبحت كدوري كرة القدم #تافه _لا_تكلمني ! وحين انتفظ كلٌ مِنّا مودعا ضيفي مبتسما قال على فكرة هناك مواقع غير التُكْ تُكْ قلت له بلهجتي (يا بقعاء مثل إيش ؟) -اسم الله عليكم وعلى من وصل إلى هنا وقرأ- قال ضاحكا: مثل موقع ازار ... المقال القادم بإذن الله القنّاص بين ليل شريف وفجرٍ يغادر! ** **