قال الله تعالى: {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} توفي مساء يوم الأحد الموافق 3 - 5 -1441ه الأخ العزيز والصديق الوفي صالح الحمود الغدير وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها بعد أن استوفى نصيبه من الدنيا حيث كان رحمه الله تعرض لوعكة صحية طارئة بالحرارة الشديدة ولازم المستشفى وتوفي هناك تغمده الله بواسع رحمته وصلي عليه بعد صلاة العشاء في جامع الشيخ محمد ابن عبدالوهاب بالقصيم ببريدة وووري جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة الموطأ. ولأن الغياب المفاجئ والعاجل لرفيقي وزميلي وصديقي (أبوتركي) قد أحزنني كثيراً ولا نقول إلا كما قال ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} وحيث جبلت النفوس على الحزن والترحم على من غاب من أحبابها وكما قيل: والحمد لله على كل حال. وقد ولد ونشأ وعاش رحمه الله في بلدة النبقية بالقصيم وترعرع في أكناف وأحضان والديه رحمهم الله في طاعة الله وكان رحمه الله فاضلاً في الأخلاق مدرسة في الآداب وحسن التعامل وسعة الأفق والتواضع ونظافة القلب واللسان والوطنية الصادقة والإحساس بالمسؤولية والنبل والكرم والشهامة وله شخصية هادئة ومتواضعة ومتزنة وكما قيل: عملت معه عام 1400ه عندما كان مديراً إقليمياً لمنطقة القصيم وحائل لدى شركة الراجحي للصرافة والتجارة آنذاك مديراً لفرع مواد البناء ببريدة بمكتبيه (السالمية والصفراء) ثم عينت مشرفاً على فروع القصيم وحائل تحت إدارته وكان رحمه الله من الذين أسهموا في خدمة الوطن حيث أنشأ أغلب فروع مصرف الراجحي في القصيم وحائل والزلفي والمجمعة والغاط وسدير وشقراء والدوادمي وعفيف. وقد تقاعد رحمه الله عام 1417ه. وأقيم له احتفال تكريمي لجهوده ثم كلف مديراً لجمعية البر الخيرية ببريدة حيث أسهم رحمه الله في خدمة المجتمع وقضاء حاجات الناس بتفانٍ وستر وجدية طوال خدمته مما جعله محل تقدير من كافة أطياف المجتمع وكما قيل: ثناء الفتى يبقى ويفنى ثراؤه فلا تكسب بالمال شيء سوا الذكر مما جعله ولله الحمد محبوباً من الجميع وكما قيل: وهذه لا تكفي في حصر مآثره رحمه الله وأعماله وسيرته بل هي كلمات وفاء وعرفان. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر له ويرحمه وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ويجعله يوم القيامة ممن يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ويجعل ما أصابه في ميزان حسناته. الله أغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أحسن عزاء أهله وأرزقهم الصبر والسلوان والدعاء له وهم إن شاء الله فاعلون. عزاؤنا لأبنائه وزوجته وإخوانه ولمن صلى عليه ودعاء له بالثبات على قبرة ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. إن القلب ليحزن والعين لتدمع وإنا على فراقك يا أبا تركي لمحزونون.. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ** **