في يوم الاثنين الموافق 1-4-1434ه، ومن خلال هاتفي المحمول، بُلِّغت بوفاة الأخ العزيز صالح بن مبارك المحيميد (أبي سلمان) - رحمه الله - شقيق زوجتي أم عبدالله - حفظها الله - فلم أملك في تلك اللحظة المحزنة جداً إلا الدعاء له بواسع رحمته وتلاوة الآية {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسكنه الجنة، ويتغمده بواسع رحمته، ويجعل ما أصابه في ميزان حسناته. وإن فقدان عزيز بصورة مفاجئة مؤلم لأهله ومحبيه مع إيمانهم بقضاء الله وقدره. لقد تميز - رحمه الله - بالتسامح وحسن المعاملة مع من يعرف ومن لا يعرف أثناء عمله في صوامع الغلال بمنطقة القصيم، وكان وفياً مع البعيد والقريب، وكان باراً بوالديه محافظاً على أسرته متابعاً لهم، يخدمهم بكل شيء يملك حتى الرحلات، وقد وهبه الله زوجة صالحة قامت بخدمته وخدمة والديه خير قيام؛ فجزاها الله خيراً، وقد رزقهم الله أولاداً وبنتاً، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلحهم ويهديهم ويحفظهم من كل سوء، ويجعلهم قرة عين لوالدتهم وذخراً لوالدهم بالدعاء له، وكما جاء بالحديث الشريف «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث..»، وذكر «ولد صالح يدعو له». ولأن بات أبو سلمان تحت طيات الثرى عن مرأى أسرته ومحبيه فإن ذكره الحسن باقٍ في نفوسهم مدى العمر، وكما قيل: مضى طاهر الأثواب لم يبق روضه غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر عليك سلام الله وقفاً فإنني رأيت الكريم الحر ليس له عمر وإنني والله لا أبكي جسداً؛ فأرض الله مليئة بالأجساد، وإنما أبكي أخلاقاً وتواضعاً وبساطة وسلامة صدر.. وإنني والله لا آسى على فقدك أو آسى على والد يرثيك أو والدة فجعت فيك أو زوجة ثكلى، إنما يخفف مصاب الجميع بك أن الله ختم لك حياتك بهذه الخاتمة، وإنما الأعمال بالخواتيم، أسأل الله أن يتقبلك في الشهداء قبولاً ليس له جزاء إلا الجنة، آمين. وإنني أستذكر قول الحامد حفظه الله: أواه هذا فؤادي يشتكي حرقاً والعين قد ذرفت من دمعها غدقا ابن المحيميد يا روحا به اتحدت روحي فأصبح في جسمي لها عبقا من كان يرغب في فضل وفي خلق فابن المحيميد في الأخلاق قد سبقا الله يعلم كم في القلب من كمد أقضي به حائراً في ليلتي أرقا النفس والهة والروح شاردة والعين ذاهلة تراقب الأفقا لولا يقيني بأن الله اختاره لصاح نائحنا يا حسرتا لحقا يا ربنا ربنا قدم له نزلاً في جنة حسنت داراً ومرتفقا تغمده الله بواسع رحمته، وألهم والديه وأبناءه وزوجته الصبر والسلوان، فقد كانت نهايته حسنة، فختم الله حياته بما أصابه من مرض البطن، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يحقق له قول النبي صلى الله عليه وسلم «المبطون شهيد»، فنسأل الله أن يرزقه الشهادة. لقد مضى مسرعاً ملبياً نداء ربه، ولم يودع أحداً، وكأنه يحس بألم الفراق بين أهله ومحبيه، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته ويفسح له في قبره، وينوِّر له فيه، ويجعله روضة من رياض الجنة، ويتجاوز عن خطاياه، ويبارك له في ذريته، ويرزق والديه وأبناءه وزوجته وإخوانه وأخواته الصبر والسلوان. وإن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا على فراقك يا أبا سلمان لمحزونون. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. المدير الإقليمي لمنطقة القصيم وحائل - شركة الراجحي للصناعة والتجارة