كان رائعاً ذلك التفاعل الديناميكي من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مع أزمة كورونا «تقييم - اجتماعات- مشاركة الجميع بالقرار - الشراكة مع «الفيفا»- المحافظة على سلامة الجميع» حتى والأمر يدخل حيز «المرارة» على اعتبار أن القارة الآسيوية هي الأكبر والأبعد مسافات والأكثر مواجهة للقرارات الحكومية المتباينة سياسياً واقتصادياً ورياضياً..! لا تتحمَّل القارة أزمات مثل «كورونا» ففيها ما يكفيها من التباعد الفني والاحتكاك الأقل عالمياً بين شرق القارة وغربها والذي استطاع الشيخ سلمان بن إبراهيم «علاجه» برفع عدد المنتخبات المشاركة في بطولة كأس آسيا إلى 24 منتخباً مع تقديم حوافز مادية غير مسبوقة تاريخياً لكن السؤال: هل ذلك يكفي؟ يوم السادس من أبريل 2019 صادقت الجمعية العمومية في الاجتماع التاسع والعشرين بكوالالمبور على زيادة خمسة أعضاء للمكتب التنفيذي يمثِّلون الاتحادات الإقليمية «الشرق - الغرب - الجنوب - الوسط - الآسيان» وهي المصادقة الأولى لتكريس أهمية الاتحادات الإقليمية «الزونات» وإعطائها الغطاء التشاركي بعد أن كانت مجرد اتحادات متقطعة الخطط والتمثيل..! في كل اتحاد إقليمي هناك بطولات للمنتخبات لكنها تتوقف عند حاجز الإقليم وهنا على الاتحاد الآسيوي التفكير أكثر باستغلال وتقوية البطولات الإقليمية عبر استحداث بطولة « كأس اتحادات آسيا»، حيث يضمن المنتخبان المتأهلان للمباراة النهائية في كل إقليم آسيوي التأهل للبطولة الجديدة «عشرة منتخبات» وتلعب بطولة مجمعة سريعة سعياً لنيل كأس بطولة «اتحادات آسيا» مما يقوّي أولاً البطولات الإقليمية ويعطيها زخماً وتنافساً وأيضاً يحرك القارة الآسيوي احتكاكاً ويعطي الفرصة لأجيال كروية تبرز وتسهم بكسر الركود على أن يحدد الآسيوي مواعيد البطولة وفق الأجندة الدولية والقارية.. البطولة الجديدة يمكن أن تكون لكل المنتخبات «الأول - الشباب - الناشئين»، فمعدل لعب اللاعب الآسيوي للمباريات القارية لا يعتبر جيداً قياساً بتطور اللعبة وتقنياتها القادمة والأساليب العلمية التي ستغزو الملاعب قريباً بفضل التكنولوجيا.. الأزمات لن تنتهي بقارة مثل آسيا لكنها قطعاً تؤثّر على تكوين اللاعب واستجابته للاحتكاك بكل المدارس الآسيوية واستحداث بطولات تنبع من الأساس الإقليمي كافية لتعويض أي نقص تحدثه تلك الأزمات..!