أكَّد معالي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سعادته بالانطلاقة القوية لبطولة كأس آسيا 2019 التي تستضيفها الإمارات العربية المتحدة من الخامس من يناير الحالي وحتى الأول من شهر فبراير القادم، مؤكداً أن البطولة جسدت التلاحم الآسيوي الكروي ورفعت شعار «آسيا موحدة» عبر التنافس الشريف وامتزاج جماهير القارة مع الندية والقوة الفنية التي تحظى بها البطولة. وأوضح معالي الشيخ سلمان بن إبراهيم أن اتخاذ قرار زيادة عدد المنتخبات المشاركة ببطولة كأس آسيا إلى 24 منتخبًا كان قرارًا تاريخيًا من قبل الاتحاد الآسيوي الذي خطى تلك الخطوة المهمة للوصول إلى كل أنحاء القارة ودمج التنافس والارتقاء بكرة القدم وزيادة التقارب الآسيوي «أشعر بسعادة بالغة وأنا أرى آسيا اليوم تتوسع وتتغلب على الجغرافيا والمسافات لتتقدم نحو التقارب والاحتكاك والأجواء الجماهيرية التنافسية في كرنفال كروي تتابعه جماهير كرة القدم في القارة الأكبر في العالم». وأضاف «كان لابد من التحرك سريعاً لاستغلال مصدر ثراء القارة الآسيوية وتعدادها البشري وتحقيق الهدف الأسمى من منافسات كرة القدم، لذلك تمت زيادة عدد المنتخبات في بطولة كأس آسيا، وهي الزيادة التي ألهمت الاتحادات الأخرى خارج آسيا على المضي قدمًا بمسايرتها لنؤكد أن كرة القدم للجميع ومن واجبنا أن نمد اليد والدعم لإضائة نور كرة القدم في كل أنحاء قارتنا». وزاد «لغة الأرقام تؤكد أن القارة الآسيوية مقبلة على ثورة جديدة من التغيير في صورة الرسم البياني للأداء الفني والنتائج، فهناك اتحادات بدأت في اتخاذ المسار الصحيح نحو دخول ساحة المنافسة والتطور، واليوم أنتم تشاهدون ذلك على المستطيل الأخضر، ومن يتابع بدقة حركة التطوير الكروي في آسيا لن يستغرب ذلك، فالأمور تسير وفق خطط ودراسات وعوامل دعم من قبل الاتحاد القاري، فاليوم يشارك في البطولة التي تشهد 51 مباراة 552 لاعبًا وهي أرقام كبيرة وغير مسبوقة ستكون لها انعكاسات مؤثرة إيجابيًا لصالح تطور وبروز المنتخبات واللاعبين في آسيا. وقد أثبتت الجولة الأولى من البطولة جدوى قرار زيادة المنتخبات من خلال الظهور المشرف للقوى الكروية الصاعدة في القارة الآسيوية مثل الهندوالفلبين وتركمنستان وفلسطين، وهو الأمر الذي يشكل بداية الطريق نحو تجسير الهوة الفنية بين منتخبات القارة». وأكَّد الشيخ سلمان أهمية الاحتكاك وتبادل الخبرات وتنمية العلاقات في مثل تلك المحافل «الاتحاد الآسيوي هو بيت كرة القدم في القارة والبطولات ليست محتكرة على المباريات فقط فالأجواء تأخذ الجميع إلى مزيد من كسب العلاقات وبناء الصداقات وتبادل الخبرات في كل مجال، وهو الأمر الذي يزيد من الوحدة الآسيوية ويقويها من الداخل، وفي هذه البطولة نرى هذه الأمور تتحقق وهي مصدر سعادة كبيرة لنا». وأثنى معالي الشيخ سلمان بن إبراهيم على الأصداء الإيجابية التي واكبت انطلاقة البطولة «زيادة عدد المنتخبات وانطلاقتها بشهر يناير بعيدًا عن أي منافسات أخرى في العالم وجودة الاستضافة العالية في الإمارات العربية المتحدة عوامل عززت من منسوب الشغف والحضور والمتابعة عبر شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي وتنامي المتابعة الإعلامية، وحالياً لدينا قاعدة واسعة تتخطى المليار متابع للبطولة وهو رقم تاريخي لم يكن ليحدث لولا الرغبة الحقيقية من قبل الاتحاد القاري على أحداث التغيير الحقيقي وتوسيع قاعدة كرة القدم، وعلى هذا النهج ستكون القارة أمام حقبة غير مسبوقة من التطور والشغف والأفكار التي ترفع شعار «آسيا موحدة»، فالمصلحة من كل تلك الخطوات هي للعموم دون استثناء أحد». وحول تكريم الاتحاد الآسيوي قبل لقاء منتخبي تايلاندوالهند للاعبي أكاديمية «وايلد بورز» التايلندية الذين نجوا من الحادثة المعروفة ب «أطفال الكهف» شمالي تايلند في شهر يوليو الماضي «في الاتحاد الآسيوي لم ننس الجوانب الإنسانية أبداً فقد سبقنا العالم الكروي بتأسيس مؤسسة «الحلم» الآسيوي المنظومة العليا للجنة المسؤولية الاجتماعية بالاتحاد الآسيوي وهي التي تعنى بمد يد العون والمساهمات الإنسانية والرياضية لكل المناطق التي تحتاج ذلك عبر تنسيق مع منظمات مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة كما حصل في أزمة لاجئي الروهينغا أو التعاون مع السلطات المحلية كما حصل في إسهامنا في بناء قرية الاتحاد الآسيوي في إقليم (تاكلوبان) في الفلبين لمساعدة ضحايا إعصار هايان و(يولاندا) الشهير، ومنذ اليوم الأول من حادثة أطفال الكهف كان الاتحاد الآسيوي يراقب الموقف وأجرى اتصالاته بالاتحاد الفلبيني الكروي والحمد لله أنهم خرجوا سالمين من محنتهم التي شغلتنا واليوم نكرمهم وندعوهم لحضور البطولة استشعارًا منا لتجسيد فرحة كل القارة الآسيوية بنجاتهم وهو تعبير إنساني، فالاتحاد الآسيوي منظمة تجسد روح الوحدة الآسيوية بكل معانيها وتفاصيلها».