لم يكن اختيار الرياض عاصمة المرأة العربية تحت شعار «المرأة وطن طموح»، في اجتماع لجنة المرأة العربية، تحت مظلة جامعة الدول العربية، وبحضور الوزراء ورؤساء وفود الدول والمنظمات العربية والدولية، اختيارًا عشوائيًا، وإنما جاء بجدارة واقتدار لما حققته المملكة من قفزات سريعة لتمكين المرأة في المجالين الاجتماعي والاقتصادي، ونحن اليوم، في الثامن من مارس، في يوم المرأة العالمي، نقدم المزيد من الدعم للمرأة السعودية في كافة المجالات، خاصة في ظل توفر كفاءات مميزة قادرة على المشاركة بناء وطن طموح، يسير بخطوات وثابة نحوالمزيد من النجاحات، في ظل انتشار الأوبئة، والهزات الاقتصادية، والاختلال الأمني في كثير من الدول، خاصة على المستوى الإقليمي. الرياض وهي تقود مستقبل دول العشرين الأقوى اقتصادًا، حيث تستضيفها وتترأسها هذا العام، الرياض وهي ترسم مستقبل المرأة العربية هذا العام 2020، إنما تثبت للعالم أن التغيير يأتي تدريجيًا وبحكمة، وأنها تقدم أنموذجًا متطورًا ومثاليًا للتغيير، بل تتولى دورها الإقليمي والدولي على كافة المستويات، ومنها مشاركة المجتمع الدولي بأهم القضايا التي تؤثر في مشاركة المرأة العربية في التنمية والإسهام في إيصال صوتها لمجتمعاتها العربية وللعالم أجمع. اليوم، يحتفل العالم بما حققه من تمكين للمرأة في كافة المجالات، ويحتفل الوطن بما حققه من تمكين المرأة السعودية على مختلف الأصعدة، وذلك بقرارات وتشريعات دعمت مسيرتها وعززت مكانتها، خلال السنوات الثلاث الماضية، فمنذ عام 2017 الذي أطلق عليه عام تمكين المرأة السعودية، والذي شهد وجود 30 ألف سيدة أعمال سعودية، وترأسها لأكثر من 20 ألف مشروع صغير، وكذلك العام الذي تلاه، بتمكينها من قيادة السيارة، ومنحها فرص أكبر في سوق العمل، وفتح مجالات لها لم تكن مفتوحة من قبل، مع الحرص على أن تعمل في بيئة آمنة، وذلك بصدور قانون مكافحة التحرش، مما شجع الكثير من السعوديات على الانخراط في العمل بشكل أوسع، وتحقيق النجاح تلو النجاح، وتقديم الإنجازات في مجالات الابتكار والأبحاث العلمية والخدمات الصحية والتعليم، وفي أدوار مختلفة، دبلوماسية وبرلمانية، والمشاركة ضمن وفود في مؤتمرات ومحافل إقليمية ودولية، وما زال أمامنا عشر سنوات حتى عام الرؤية 2030، لتسهم المرأة أكثر في بناء هذا الوطن الطموح.