زار دويلة قطر وبصورة سرية قبل أسبوعين رئيس الموساد الإسرائيلي «يوسي كوهين» ومعه قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، وقائد الفرقة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن مواجهة الغزاويين، والتقى في الدوحة برئيس استخباراتها وقريب والدة تميم «محمد المسند». الزيارة كانت تهدف إلى إرغام قطر على الدفع لحماس خمسة عشر مليون دولار لقاء تمسكها بتهدئة الموقف مع إسرائيل، وكانت دويلة قطر قد أوقفت هذه المعونات لحماس لخلافات عابرة حدثت بين الحمساويين ودويلة قطر، الأمر الذي جعل الحمساويين يتوسطون بالإسرائيليين للضغط على قطر لدفع المبلغ، وبذلك تتحقق معادلة الارتباط بين حماس والإسرائيليين.. فإسرائيل تبحث عن (الهدوء) في جبهتها الجنوبية؛ أما حماس فتريد (المال) لتحقيق الهدوء المطلوب؛ ودعك من ادعاءات حماس الإخوانية، ومقاومتها وعنترياتها؛ فليس قادة حماس إلا تجاراً، يبتزون إسرائيل، ليضطروها إلى الدفع.. ومتى ما سددت فاتورة بيع الضمائر التي يتقن ممارستها حماس «الإخوانيون»، فليس ثمة إلا (متأسلمون) تجار انتهازيون يبيعون ويشترون، ويزاودون على القضية الفلسطينية، للاتجار والثراء. بعض المغفلين السذج من العرب والفلسطينيين تنطلي عليهم اللعبة، ويصدقون أن الحمساويين أبطال (الكضية) لكن الحقيقة تقول: ليس ثمة إلا صفقات تجارية بحتة، تستغل القضية فيها كمادة للمساومة؛ وإسرائيل في هذه الحالة هي الرابح الأكبر بأقل الخسائر، فمن يبيع القضية هم الحمساويون المتأسلمون، ومن يدفع دويلة قطر.. كما أنها تقوم منذ سنين بتمويل الانشقاق الفلسطيني الفلسطيني بين فتح وحماس، وهذا -طبعاً- يعتبر مصلحة إضافية تبحث عنها إسرائيل في نهاية المطاف. هذه الحادثة التي كشفتها الصحافة الإسرائيلية، وتحدثت عنها وسائل الإعلام فيما عدا قناة الجزيرة، تشير وبوضوح إلى الدور الوظيفي الذي تمارسه قطر في المنطقة، وتؤكد ما يذهب إليه كثير من المحللين هو أن دويلة قطر ليست سوى (جهاز استخباراتي غربي)، تم زرعه في الخليح، والاستفادة من ثرواته الخرافية لتنفيذ ما يطلب منها من مهام؛ فقد استخدمه «باراك أوباما» في إشعال الربيع العربي، أو إيقاد جذوة ما كانوا يسمونه (الفوضى الخلاقة)، وعندما فشل الربيع العربي، تحولت قطر إلى مصرف أموال لتمويل حماية إسرائيل، وخدمتها في المنطقة. لذلك فكل ما تؤديه من مهام، وتظهر فيه أحياناً بثوب قد يبدو أنه يؤيد المصالح القومية العربية، يتم ذلك بذر الرماد في العيون، وبموافقة أجهزة الاستخبارات التي وظفتها، وجهاز الموساد تحديداً. ولا يستطيع لا تميم ولا أبوه ولا ابن جاسم أن يتمردوا على هذا الدور الوظيفي.. لأن التمرد عليه يعني بالضرورة (النهاية)؛ فهم يتمردون على المهام التي أوكلها الغرب لهذه الدويلة منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده، وتبني قطر لدورها التخريبي المشاغب في المنطقة. لذلك يمكن القول إن تميم ومعه والده، وحكومتهم، فضلاً عن جماعة الإخوان ومعها حماس والجهاد يؤدون أدواراً حددت لهم بدقة، ولا يملكون التمرد عليها. إلى اللقاء،،،