في وقت سابق، وفي لفتة ملكية كريمة تفضل ملك الإنسانية (سلمان بن عبدالعزيز) بمنح الوجيه (عبدالعزيز بن علي الشويعر) وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى تقديرا لما بذله من مال وجهد في وجوه الخير المختلفة على مدى سنوات طويلة، وهو تكريم يحمل في طياته الكثير والكبير من المعاني والدلالات، يأتي في مقدمتها إشعار المكرَّم بتقدير الدولة ممثلة في قيادتها العليا لعطاءاته الكثيرة، وإشعاره أنها تنظر بعين الاعتبار والإكبار لإسهاماته الخيرية المختلفة، كما أنها بذلك تحفزه على مزيد من البذل والعطاء والتفاعل، كما تحفز الآخرين القادرين على أن يحذو حذوه في خدمة الوطن، والنهوض بمسؤولياتهم الاجتماعية تجاه المجتمع، ويكفي المكرَّم فخرا حصوله على وسام يحمل اسم المؤسس لهذه الدولة العريقة الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وأنه بتفضل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-؛ فيالها من قيادة حكيمة، ويالها من لفتة أبوية كريمة لها أبعادها النفسية وآثارها الاجتماعية. ولا شك أن الشيخ (عبدالعزيز الشويعر) رمز من رموز البذل والعطاء يستحق هذا التكريم، وهو رجل عصامي بنى نفسه بنفسه، واستطاع بتوفيق الله ثم بجده، وإخلاصه، وصدقه، وصبره، وحسن تعامله، وسمو أدبه، أن يكون أحد الأثرياء المعدودين؛ ولأن السخاء طبيعة له، وحب الخير متجذر في نفسه؛ فقد جعل نصيبا كبيرا من ثروته للمحتاجين وللمشروعات الخيرية والاجتماعية؛ فصرف في هذه المجالات المال بسخاء، وبنفس راضية راجيًا من الله الثواب، وموقنا بأنه -سبحانه- سيعوضه خيرًا كما جاء في محكم التنزيل: ((إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين))، ومؤمنا بأن إنفاق المال في وجوه الخير لا ينقص منه كما قال المصطفى عليه أتم صلاة وأزكى تسليم ((ما نقص مال من صدقة))، ولم يكن إنفاقه قاصرا على أحد دون أحد، أو بلد دون بلد، بل ينفق حيث تكون الحاجة، وحين تكون المنفعة؛ فقد أنفق الكثير من المال على مشروعات مهمة في مدينتي جلاجل وشقراء وتجاوزهما إلى بلدان أخرى من منطقتي سدير والوشم وغيرهما من البلدان والمناطق، فهو كالسحابة تمطر في كل مكان، وكم من أسر أعانها من حيث تعلم أو لا تعلم، وكان إلى جانب ما أنعم الله به عليه من مال يتحلى بأخلاق كريمة، وتواضع جم، وسماحة نفس، وطلاقة وجه، فأكسبته أعماله الخيرة، وسجاياه الحميدة تقدير الدولة، وحب الناس؛ فهنئا لك (أبا زكي) ما حققت، وما قدمت، وهنيئا لك هذا التقدير وهذه المحبة، ودعاء من الأعماق بأن يبارك الله لك في عمرك وولدك ومالك، وطبت وطاب مسعاك. ولعل من المناسب أن أختم كلمتي هذه بأبيات للإمام الشافعي يقول فيها: الناس بالناس ما دام الوفاء بهم والعسر واليسر ساعات وأوقات وأكرم الناس من بين الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات لا تقطعن يد المعروف عن أحد ما دمت تقدر والأيام تارات وأشكر صنيعة فضل الله إذ جعلت إليك لا لك عند الناس حاجات قد مات قوم وما ماتت فضائلهم وعاش قوم وهم في الناس أموات. ** **