هناك العديد من التقارير التي تحذِّر من نضوب النفط؛ ففي تقرير صادر عن المجلس البريطاني لأبحاث الطاقة عام 2009م أكد أن عهد النفط زهيد الثمن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وحذرت الدراسة أن أكبر عشرة حقول للنفط في العالم قد أخذ إنتاجها في التناقص بالفعل، وأن الإمدادات العالمية قد بلغت بالفعل ذروتها، وأن العالم غير مهيأ للتكيف مع الأزمة التي ستصيب اقتصادات العالم في السنوات المقبلة. وفي دراسة أخرى بموقع انساند مونكي في عام 2016م كشفت أن هناك 10 دول حول العالم تواجه خطر نضوب النفط خلال السنوات المقبلة ما لم يتم اكتشاف احتياطيات جديدة، من خمس سنوات إلى نحو 15 سنة، وهذه الدول هي: كولومبيا، بريطانيا، النرويج، الولاياتالمتحدة، المكسيك، إندونيسيا، أنجولا، ماليزيا، الصين والبرازيل. وعمر النفط في العالم 50 سنة، وفي السعودية بين 70 - 80 سنة بناء على معدلات الإنتاج الحالية والتكنولوجيا السائدة، لكن نضوب النفط لن يكون بنضوب الاحتياطيات، وإنما ربما بالاستغناء عنه لصالح مصادر طاقات أخرى. هناك 10 دول تمتلك أكثر من 1.4 تريليون برميل من النفط من أصل إجمالي احتياطيات 1729.7 تريليون برميل. وهذه الدول هي: فنزويلا (نفط ثقيل وتكاليف استخراجه عالية)، السعودية، كندا (في شكل رواسب رمال نفطية توجد في مقاطعة البرتا وأيضًا استخراجها مرتفع التكاليف)، إيران، العراق، الكويت، الإمارات، روسيا، ليبيا وأمريكا. لكن تقرير «بي بي» في 2019م أكد أن ارتفاع احتياطيات السعودية بنحو 12 في المائة في أول تغيير كبير على احتياطيات السعودية منذ 1989م يجعل السعودية تقترب من أكبر دولة في احتياطيات النفط (فنزويلا). وحسب أرامكو، وفق سجلاتها في 2016م، هناك نحو 802 مليار برميل من موارد النفط، منها احتياطيات مؤكدة بنحو 261 مليار برميل قبل أن ترتفع فيما بعد، ونحو 403 مليارات برميل من الاحتياطيات المحتملة والمتوقعة. وأنتجت أرامكو حتى ذلك الوقت نحو 138 مليار برميل من أصل 802 مليار برميل. وتعتزم السعودية زيادة الموارد النفطية إلى 900 مليار برميل على المدى الطويل؛ إذ تستهدف زيادة معدل استخراج النفط من المكامن إلى 70 في المائة من النسبة الحالية البالغة 50 في المائة. واتجهت السعودية نحو تنفيذ برنامج وطني للطاقة المتجددة طويل المدى، يهدف إلى تحقيق توازن في مزيج الطاقة الكهربائية، والوفاء بمساهمات السعودية الطوعية لتجنب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى، وزيادة حصة السعودية من الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء نتيجة ارتفاع النمو السكاني؛ إذ يرتفع الطلب على الكهرباء، وسيتعدى 120 جيجاواط بحلول عام 2032م، ووفق رؤية السعودية 2030 للطاقة المتجددة بإنتاج 58,7 جيجاواط من الطاقة المتجددة. ومن المقدر أن يصل إنتاج السعودية إلى 27 جيجاواط بحلول 2024م، منها 20 جيجاواط طاقة شمسية، ونحو 7 جيجاواط من الرياح. وتتجه السعودية إلى تأسيس مركز لقدرات الطاقة المتجددة، يبلغ سعته 200 جيجاواط خلال الأعوام العشرة المقبلة استعدادًا لمرحلة ما بعد النفط.